كانت السيدة خديجة من السابقين الأولين، فهي أول من آمن بانبي صلى الله عليه وسلم، وأرسل الله تعالى لها سلاما على لسان جبريل- صلى الله عليه وسلم-.
يقول أبو هريرة- رضي الله تعالى عنه-: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: أتاني جبريل- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، هذه خديجة ومعها إناء فيه طعام أو إدام وشراب وإذا هي أتتك، فاقرأ عليها من ربها السلام ومني.
وعن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: جاء جبريل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الله- عز وجل- يقرأ على خديجة السلام، فقالت: إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك السلام ورحمة الله.
يقول الإمام ابن القيم زاد المعاد: وهذه فضيلة لا تعرف لامرأة سواها.
كرامة عظيمة:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب السيدة خديجة ويجلها، فلم يتزوج صلى الله عليه وسلم- عليها حتى ماتت.
يقول الإمام الزهري: لم يتزوج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على خديجة- رضي الله تعالى عنها- حتى ماتت بعد أن مكثت عنده- صلى الله عليه وسلم- أربعا وعشرين سنة وأشهرا.
وعن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أطعم خديجة- رضي الله تعالى عنها- من عنب الجنة.
بيت في الجنة:
روى الشيخان عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بشر خديجة- رضي الله تعالى عنها- ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
وسئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن خديجة أنها ماتت قبل أن تنزل الفرائض والأحكام.
قال: أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب، لا لغو فيه ولا نصب.
وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر خديجة- رضي الله تعالى عنها- لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها.
تقول السيدة عائشة: فذكرها ذات يوم فاحتملتني الغيرة، فقلت: لقد عوضك الله من كبيرة.
قالت: فرأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غضب غضبا شديدا، وسقطت في جلدي، فقلت: اللهم إن ذهب غيظ رسولك، لم أعد أذكرها بسوء ما بقيت.
قالت: فلما رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما لقيت، قال: كيف قلت والله، لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وواستني، إذ رفضني الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقت من الولد إذ حرمتموه، فغدا وراح علي شهرا.
بره وعطفه على أصدقائها:
يقول أنس- رضي الله تعالى عنه-: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أتي بالشيء يقول: اذهبوا به إلى فلانة، فإنها كانت تحب خديجة.