بقلم |
فريق التحرير |
الثلاثاء 29 يوليو 2025 - 07:41 م
تبين د. مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الاسرية والتربوية انه مما لا شك فيه أن الإجازة الصيفية لا تأتي بنفس المشاعر على كل فرد من أفراد الأسرة. فنجد الأبناء في منتهى السعادة والراحة الممزوجة بالحرية والانطلاق، بينما الآباء والأمهات في قلق وتوتر من تبعات هذا الفراغ الذي أتى للأبناء بعد سنة دراسية طويلة.
وتضيف: يتحول قلق الآباء إلى محاولات مستمرة في الزج بالأبناء في أنشطة مختلفة تحافظ لهم على روتين يومي منظم، ولكن سرعان ما تبوء تلك المحاولات بالفشل.
وتستطرد: إما بسبب مقارنات الأبناء لأقرانهم المسموح لهم بالسهر طوال الليل والنوم طوال النهار فيضغطون بهذا الأمر على آبائهم المسئولين، وإما بسبب الاحتراق الذي يشعر به هؤلاء الآباء من المحاولات والنقاشات المستنزفة للطاقة فيتركون الدفة للأبناء في محاولة بائسة من استعادة شيء من الهدوء والاستقرار داخل الأسرة.
أثني كثيراً على هؤلاء الآباء الذين أخذوا على عاتقهم مسئولية توجيه الأبناء نحو استغلال أيامهم بطريقة نافعة. فبغض النظر عن طبيعة الأيام، سواء كانت إجازة صيفية أم شهور دراسية، فإنما هي في النهاية أعمارنا التي سنحاسب عليها فيما أفنيناها. ولهذا أقدم بعض الاقتراحات التي ستمكّننا من الاستمتاع بالإجازة وأخذ قسط من الراحة، وفي نفس الوقت، تحقيق استفادة نوعية من الوقت الفائض:
1. الحفاظ على مواعيد واضحة ومناسبة للنوم ليلاً والاستيقاظ صباحاً. وأؤكد على ضرورة الالتزام بهذه النقطة تحديداً لأن السهر ليلاً يعوق قدرتنا على الاستيقاظ لآداء صلاة الفجر في موعدها، إلي جانب الأضرار المتعددة التي يسببها للصحة العامة من ضعف التركيز والذاكرة وكذا يؤثر على الشهية بين الإفراط في تناول الطعام أو فقدان الرغبة في الأكل.
2. الحفاظ على روتين صباحي للأبناء للالتزام به بما يناسب أعمارهم يتضمن قراءة القرآن وأذكار الصباح.
3. يجب أن يتخلل اليوم الصيفي وقت نوعي مع العائلة يتمثل في اللعب والحوار العام مع الأبناء. وهذا هو الوقت الذي يجب أن يحظى فيه الأبناء على انتباه الأهل بشكل كامل. فتغلق الهواتف المحمولة ونجلس للعب معهم وللحوار والنقاش العام الخالي من النصائح والتوجيهات. بالعكس تماماً، حيث يمكننا أن نشجعهم مشاركتنا لأحلامهم وقصصهم عن المواقف التي يمرون بها في غيابنا. تلك النوع من الجلسات يعزز الرابط الأسري ويقوّي العلاقة التربوية، فيصبح الأهل هم أقرب الأصدقاء للأبناء.
4. علينا استشارة الأبناء في اختيار الأنشطة المفيدة التي يودّون الاشتراك فيها وذلك حتى نضمن التزامهم بها. فنعرض عليهم خيارين أو ثلاثة على أقصى تقدير وندعهم يلتزمون بها بشرط المتابعة والتشجيع المستمر.
5. الرياضة من أهم الأنشطة التي يجب المحافظة عليها إلى جانب أي نشاطات أخري. ومن أيسر أنواع الرياضة هي رياضة المشي التي يستطيع الجميع الذهاب إليها في أي مكان مناسب.
6. الحفاظ على إتاحة الفرصة للأبناء لقضاء وقت حر يقضونه كيف شاءوا طالما أنه في الحدود المقبولة دينياً واجتماعياً.
7. تدريب الأبناء على القيام ببعض الأعمال المنزلية التي تناسب أعمارهم. هذا الأمر يساعدهم في الشعور بالقيمة الذاتية ويدربهم على تحمل المسئولية في المستقبل ويحقق ترابطاً أسرياً قوياً. يستطيع الأبناء الاختيار من بين الواجبات المنزلية المختلفة ما يناسبهم وعلينا أن نترك لهم حرية الاختيار دون إجبار حتى نضمن استمرار التزامهم.
وأخيراً، أود أن أذكر أن أول ما نزل من القرآن الكريم كان كلمة "إقرأ". ولهذا فعلينا أن نحدد لأنفسنا جميعاً وقتاً محدداً للقراءة يومياً. فلنخصص مكاناً هادئاً ووقتاً مناسباً لنا كأسرة ونجلس معاً للقراءة ومشاركة ما تعلمناه. وحتى نتمكن من مساعدة أبنائنا على تطبيق هذا النظام الحياتي، علينا أن نكون مثلاً يحتذي به في تطبيقه بأنفسنا، فليس من المنطقي أن نطلب من أبنائنا ما لا نفعله. فأبناؤنا يتعلمون ما يشاهدونه ولا يتعلمون ما يوجّهون إليه فقط.