يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، فلن ينسى الله سكوتك عن الكلام ، ولا عتباً كتمته ، ولا قهرًا لجمته ، ولا ألماً تحملته ، فثق بالله واطمئن.
فاليوم أنت تصبر على من أذاك، ولا ترفع صوتك بالرد، ولا تقسو كما قسى، ولا تسب كما سب، ولا تلعن كما لعن، ومن ثم كل ذلك سيكون عليهم هو حسرة يوم القيامة، بينما يكون عليك أنت فخر وتعاظم وأنت تقف بين يدي الله عز وجل.
فقد جاءت أحاديث النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ومواقفه حاسمة في منع مظاهر الغضب وأسبابه، وضرورة كظم الغيظ.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور ما شاء».
أعظم ثواب
من أعظم من يحصد ثواب وجزاء عمله في الدنيا، أمام الله عز وجل في الآخرة، لهم الكاظمين الغيظ، خصوصًا من يستطيع الرد، ويحجم نفسه ويلجمها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تعدون الصرعة فيكم؟ قالوا: الذي لا يصرعه الرجال. قال: لا، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب».. إذن الأمر ليس بالهين، لكنه يتيسر لأهل اليقين في الله عز وجل.
لكن قد يسأل أحدهم وكيف الوصول إلى هذه الدرجة العظيمة من الثبات والرشد والحكمة، والإجابة هي فقط أن تتبع سنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
عن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب أحدهما غضبًا شديدًا حتى خيل إلي أن أنفه يتمرع من شدة غضبه، فقال النبي: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب؟ »فقال: ما هي يا رسول الله؟ قال: يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم».. قال: فجعل معاذ يأمره، فأبى ومحك، وجعل يزداد غضبًا..
اقرأ أيضا:
أخطأوا في حقك وجاؤوا معتذرين.. ماذا يجب عليك؟تقوية القلوب والعقول
إذن تقوية القلوب والعقول تحتاج لتدريب، فإذن حافظت على ثباتك الانفعالي مرة، مؤكد ستتعود مرات ومرات، أما إذا كنت تمتاز بالاندفاع، فأنت على ما أنت عليه، لكن بيدك العودة، والتعلم مما كان عليه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، من خلق عظيم، إذ لم يغضب لنفسه قط، ولم يسب أحدًا قط.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: «علموا أولادكم، ويسّروا ولا تعسروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت».