نصرة المظلوم فضيلة.. تعرف على أثرها على الفرد والأمة
بقلم |
محمد جمال حليم |
السبت 01 يونيو 2024 - 11:23 ص
شرع الإسلام التكافل والتعاون بين المسلمين بعضهم البعض بل بين المسلمين وغيرهم ..
نصرة الضعيف والمظلوم: ولقد حث الإسلام على التناصر لا سيما لمن وقع عليه ظلم أو كان ضعيفا لا يستطيع أخذ حقه وأنت قادر على أن تعطيه حقه أو أن تساعده على أخذ حقه على أقل تقدير. من هنا كانت أوامر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنصرة المظلوم في الحديث الشريف : "أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبع ..، فذكر عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وردّ السلام، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإبرار القسم".(رواه البخاري).
نصرة المظلوم وتفريج الكروب:
ونصرة المظلوم تقتضى بالضرورة عدم الشماتة فيه والاستخفاف به بل ليس من شأن المسلم أن يرتضي لنفسه إيقاع الظلم بأخيه، أو أن يدع أخاه فريسة بيد ظالم يذله، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرّج عن مسلم كربةً فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمـًا ستره الله يوم القيامة".(رواه البخاري).
نصرة المظلوم سبب لنصرة الأمة:
ومما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم فى نصرة المظلوم أنه يكون سببا في نصرة الأمة فإذا نصر المسلم أخاه وانتشر هذا الخلق بن أفراد الأمة استحقت النصر والتمكين وطهرها الله تعالى مما قد تصاب به من مصائب وإحن، يقول صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَت صَدَقَت، كيف يقدِّس الله أمَّة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم؟". قال السِّندي: (يقدِّس الله) أي: يُطَهِّرهم من الدَّنس والآثام.
كيف تكون نصرة الظالم فى الاسلام؟
ولقد قضى الحق سبحانه وتعالى أنه لا يستوي من قام بحق أخيه عليه من النصرة ومن هذا أخاه وأسلمه، فالقائم بحق النصرة أو المتخاذل عنها؛ كل منهما يلقى ثمرة ذلك - في الدنيا والآخرة - جزاء وفاقـًا كما جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم - : "ما من امرئٍ يخذل امرءًا مسلمـًا عند موطن تُنتهَك فيه حُرمتُه ، ويُنتَقَص فيه من عِرضه، إلا خذله الله عز وجل في موطن يحب فيه نُصرته، وما من امرئٍ ينصر امرءًا مسلمـًا في موطن ينتقص فيه من عرضه، ويُنتهك فيه من حرمته إلاَّ نصره الله في موطن يحب فيه نصرته".(رواه أحمد وحسنه الألباني).
نصرة الظالم:
ولا يعنى نصرة المسلم أخاه تأصيل العصبية ومعاونته على فحشه كما كان يفعل أهل الجاهلية، لكن الإسلام حد حدودا ووضع ضوابط النصرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : "انصر أخاك ظالمـًا أو مظلومـًا ، فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلومـًا ، أفرأيت إذا كان ظالمـًا كيف أنصره ؟ قال : تحجزه - أو تمنعه - من الظلم فإن ذلك نصرَه". (رواه البخاري).