كيف تختار هاتفك المحمول وأجهزتك الذكية وكيف تميز بينها؟
بقلم |
أنس محمد |
الاحد 19 يوليو 2020 - 10:42 ص
من أكثر الأشياء التي تصيب بالحيرة، حينما تقرر شراء هاتف جديد"موبايل" أو شراء أحد الاجهزة اللوحية والذكية، فهي من أصعب الأشياء التي يجهل الإنسان الاختيار فيما بينها، خاصة في ظل التطور التقني والتكنولوجي وعالم الاتصالات المتسارع، وظهور مميزات جديدة كل يوم في ابتكار الهواتف النقالة والاجهزة اللوحية.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن هناك شريحة من المستهلكين ممن يشعرون، في مرحلة ما، بأنه يجب عليهم التخلص من الجهاز المستهلك والبحث عن بديل أكثر حداثة، إذ يجب أن يكون لديهم أحدث وأقوى كاميرا، على سبيل المثال. ويجب أن يكون لديهم تطبيقات تعمل بشكل أسرع وشاشات أكثر إشراقا.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الكثير من هذه الحالات هي نتاج لمجهود وخطط يقوم بتنفيذها محترفو التسويق من أجل التسلل إلى اللاوعي للمستهلكين. ففي حقيقة الأمر إن الإلكترونيات الاستهلاكية، مثل الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول أو الكمبيوتر اللوحي، يمكن أن تستمر لسنوات عديدة. ويمكن تحقيق ذلك ببساطة من خلال بعض البحث للحصول على التكنولوجيا التي ستستمر.
كيف تختار ما يناسبك؟
ونقلت الصحيفة عن كارول مارس، مدير التطوير التقني والابتكار في اتحاد الاستدامة الأميركي، المعني بالاستدامة السلع الاستهلاكية وترشيد الاستهلاك: "إنها مسألة شراء ما تحتاج إليه فعليًا، وليس ما تقول الشركات إنك بحاجته".
وقالت "نيويورك تايمز" إنه من البديهي أن يتم اختيار التكنولوجيا بشكل استراتيجي مع عمر تخزين أطول، إذ ينطوي الأمر على تقييم مدى سهولة إصلاح منتج معين أو عدم الحاجة إلى إصلاحه وتحديد متى يكون من المنطقي أن يتم استثمار المزيد من المال.
وطرحت الصحيفة عددا من الأسئلة، التي يوصي الخبراء بضرورة طرحها، ووضع الإجابة عنها في الاعتبار على المدى الطويل:
1- هل الجهاز الجديد سهل الإصلاح؟
ويشدد الخبراء على أنه في المرات القادمة التي يتم فيها التسوق وشراء منتج إلكتروني، يجب أن يتم التأكد من سهولة إصلاحه وهل من الممكن إصلاحه بواسطة مراكز صيانة متخصصة. وإذا تبين وجود صعوبة في الإصلاح أو نقص في قطع الغيار أو عدم توافر مراكز صيانة فلابد من تجنب شراء هذا المنتج بشكل حاسم.
ويمكن، في هذا السياق، استشارة موقع "آيفيكسئت" الإلكتروني، الذي يقدم إرشادات حول إصلاحات الأدوات الذكية. كما يقدم الموقع تقييمات لبعض المنتجات ويقوم بتحليل مدى سهولة إصلاحها.
وعلى سبيل المثال، حصل جهاز هاتف ذكي شهير على درجة قابلية إصلاح تبلغ 6 من أصل 10 (10 هي الأسهل للإصلاح)، لذلك يمكن أن يكون جهازًا يستحق التفكير فيه على المدى الطويل. ولكن إذا كان المشتري يرغب في شراء هاتف ذكي من علامة تجارية أقل شهرة، فيجب عليه الاتصال بمراكز الصيانة القريبة أولاً لمعرفة ما إذا كان بإمكان أي شخص إصلاحه في حالة حدوث عطب ما.
2- هل البطارية قابلة للاستبدال؟
يعد أحد أوضح المؤشرات على جدارة ومتانة المنتج هو ما إذا كانت البطاريات قابلة للاستبدال. ويتم تشغيل الأدوات التي تعمل بدون أسلاك بواسطة بطارية ليثيوم أيون، والتي يمكن شحنها فقط لعدد محدود من المرات قبل أن تتدهور.
ولحسن الحظ، تحتوي معظم الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة على بطاريات يمكن استبدالها بمحترفين. لكن يوجد بعض المنتجات الأكثر إحكاما، والتي تحتوي على مكونات ملتصقة ببعضها البعض ومغلقة بإحكام، مما يجعل استبدال بطارياتها مستحيلاً. وعلى سبيل المثال توجد بعض أنواع سماعات الأذن اللاسلكية التي تنتمي لعلامات تجارية شهيرة ولكن تحتوي على بطاريات لا يمكن استبدالها. وبمجرد نفاد البطاريات، يجب على المستخدم شراء زوج سماعات جديد تمامًا.
3- هل المنتج موثوق؟
يوجد للمنتجات التقنية، مثلها مثل الأجهزة المنزلية، معدلات فشل، أو نسبة القطع السليمة إلى الوحدات المعيبة. ويمكن أن تعطي الأسعار الخاصة ببعض المنتجات فكرة عن مدى الثقة بالعلامة التجارية.
إن موقع "كونسيومر ريبورتس"، الذي يقوم بنشر تقييمات الموثوقية للأجهزة المنزلية، يعتمد على جمع بيانات موثوقية مماثلة للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة التلفزيون والطابعات من خلال استطلاع لآراء المشتركين، الذين يمتلكون تلك المنتجات.
يقول جيري بيلينسون، محرر التكنولوجيا في "كونسيومر ريبورتس"، إن الأشخاص يصادفون مشاكل أكثر مع المنتجات، التي تحتوي على أجزاء متحركة أو تحتاج للفك والتركيب، مثل الطابعات المزودة بخراطيش حبر، مقارنة بالإلكترونيات الأخرى مثل أجهزة التليفزيون أو الأجهزة اللوحية.
4- هل ينبغي إنفاق مزيد من المال؟
هناك قاعدة أخرى يجب وضعها في الاعتبار وهي زيادة الاستثمار في منتج لجعله يدوم. ولا يعني ذلك أنه يجب شراء أغلى هاتف أو جهاز كمبيوتر في الأسواق، وإنما يعني بالفعل الاستثمار في التكوينات، التي تجعل المشتري أكثر سعادة على المدى الطويل.
يقول نيك جاي، الخبير في نشرة "وايركاتر"، التي تصدر عن صحيفة "نيويورك تايمز"، يمكن على سبيل المثال دفع مبلغ بسيط أعلى لشراء جهاز بسعة تخزين تصل إلى 128 غيغابايت بدلًا من شراء الطراز الأساسي مع 32 غيغابايت من سعة التخزين. وفي لغة التكنولوجيا، تُعرف هذه الاستراتيجية بـ "التحسب للمستقبل" حيث تتيح السعة الأكبر الفرصة لاستيعاب التحديثات على مدى سنوات قادمة.
5- هل برامج تشغيل الجهاز سهلة التحديث ولمدة طويلة؟
نظرًا لأن العديد من الأجهزة الحديثة، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، تفتقر في الغالب إلى إمكانية فك الأجزاء واستبدالها بأخرى، ويصعب توصيل أجزاء خارجية للبعض منها، فإن برامج تشغيل تلك الأجهزة تلعب دورًا قويًا في تحديد طول عمرها. إنه بعد توقف شركة ما عن توفير تحديثات البرامج لأحد أجهزتها، يمكن بدء توقع حدوث مشكلات، مثل توقف التطبيقات المفضلة عن العمل بشكل مناسب.
6- هل يقدم الجهاز حلا لمشكلة أساسية؟
تقدم العديد من الشركات ما يسمى بأجهزة المنزل الذكي، وهي في الغالب أجهزة تقليدية مزودة بأجهزة استشعار لاسلكية وإمكانية الاتصال بالإنترنت.
ومن الأمثلة على تلك المنتجات، البراد الذكي المزود بكاميرا والذي يبعث برسالة عندما تنبيه إلى الهاتف الذكي لمالكها عندما يقارب الحليب على النفاد.
كما ينصح الخبراء بالتأكد من مدى الحاجة إلى مثل هذه الأجهزة، محذرين من أن بعض المنتجات الذكية ربما تتسبب في حدوث مشاكل أكثر مما تحلها.
ويستشهد الخبراء بسلة المهملات الذكية، التي تفتح غطاءها تلقائيًا عند تمرير اليد فوقها دون حاجة لفتحها أو ملامستها، وكيف أنها تعتمد على بطاريات وأجزاء متحركة تبلى في نهاية المطاف وتحتاج لتغيير البطاريات والصيانة. ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى أن يكون اقتناء سلة مهملات غير ذكية خطوة أكثر ذكاء.