عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رفعت لي السدرة، فإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران، ونهران باطنان، فأما الظاهران: فالنيل والفرات، وأما الباطنان: فنهران في الجنة)).
و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة)).
وردت أسماء عدد من أنهار الدنيا التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم، ووصفها بانها من أنهار الجنة، من بينها نهر سيحون وجيحون وهي من الأنهار الرئيسية في آسيا الوسطى، وهما من أطول أنهار آسيا.
و كان يطلق على هذه المنطقة قديماً اسم ما وراء النهر وهي المنطقة الواقعة بين هذين النهرين وهي منطقة ذات أغلبية صحراوية، والتي عرفت فيما بعد باسم بلاد القوقاز أيضاً، وأول من أطلق عليها هذا الاسم هم العرب المسلمون بعدما فتحوها، إذ كانت في الماضي تعرف باسم تركستان الكبرى.
وكان نهر سيحون يسمى قديماً باسم (أوكسس) بينما كان يسمى ينهر سيحون باسم ( جكزرتس). بالإضافة إلى أن الروس قد أطلقوا اسم ( أمور داريا) على نهر جيحون و( سار داريا) على نهمر سيحون .
ويحتوي نهر جيحون على مجموعة من الأنهار، ومن المدن التي تقع على نهر جيحون هي: (شيرخان بندر) و (حيرتان بندر) وهذين المدينتين هما اللتان تربطان أفغانستان بجمهورية آسيا الوسطى، أما نهر سيحون فيقع إلى الشرق منه مدينة (طشقند) عاصمة أوزباكستان.
أنا نهر الفرات هو أحد الأنهار الكبيرة في جنوب غرب آسيا وأكبر نهر في الصفيحة العربية، وينبع النهر من جبال طوروس في تركيا ويتكون من نهرين في آسيا الصغرى هما مراد صو (أي ماء المراد) شرقاً، ومنبعه بين بحيرة وان وجبل أرارات في أرمينيا، وقره صو (أي الماء الأسود) غرباً ومنبعهُ في شمال شرقي الأناضول. والنهران يجريان في اتجاه الغرب ثم يجتمعان فتجري مياههما جنوبا مخترقة سلسلة جبال طوروس الجنوبية. ثم يجري النهر إلى الجنوب الشرقي وتنضم إليه فروع عديدة قبل مروره في الأراضي السورية ليجري في الاراضي العراقية ويلتقي بنهر دجلة في منطقة كرمة علي ليكون شط العرب الذي يصب في الخليج العربي.
أما نهر النيل فهو أطول أنهار الكرة الأرضية ويقع في قارة أفريقيا وينساب إلى جهة الشمال، له رافدان رئيسيَّان النيل الأبيض والنيل الأزرق ينبع النيل الأبيض في منطقة البحيرات العظمى في وسط أفريقيا، أبعد مصدر يوجد في جنوب رواندا ويجري من شمال تنزانيا إلى بحيرة فيكتوريا، إلى أوغندا ثم جنوب السودان، في حين أن النيل الأزرق يبدأ في بحيرة تانا في أثيوبيا .
لماذا جعلهما الله من أنهار الجنة؟
قال القاري: " إنما جعل الأنهار الأربعة من أنهار الجنة، لما فيها من العذوبة والهضم، ولتضمنها البركة الإلهية، وتشرفها بورود الأنبياء إليها وشربهم منها ".
اقرأ أيضا:
تعرف على أهم العقبات التي تعرض لها محمد الفاتح في فتح القسطنطينية.. وكيف تغلب عليها؟طبيعة أنهار الجنة
وأنهار الجنة ليست ماء فحسب، بل منها الماء، ومنها اللبن، ومنها الخمر، ومنها العسل المصفى.
قال تعالى: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن ماء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ [ محمد:15]. وفي (سنن الترمذي) بإسناد صحيح عن حكيم بن معاوية (وهو جد بهز بن حكيم) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن في الجنة بحر العسل، وبحر الخمر، وبحر اللبن، وبحر الماء، ثم تنشق الأنهار بعد)) (10) فأنهار الجنة تنشق من تلك البحار التي ذكرها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن نهر يسمى بارق يكون على باب الجنة، ويكون الشهداء في البرزخ عند هذا النهر، ففي (مسند أحمد)، و(معجم الطبراني)، و(مستدرك الحاكم) عن ابن عباس بإسناد حسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الشهداء على بارق نهر بباب الجنة، في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً)).