أخبار

لتفادي الشعور بالأرق.. هذا الطعام يجب تجنبه قبل النوم

دعاء تيسير العمل و سعة الرزق

إلى أصحاب العنترية الجوفاء: "لا تمنوا لقاء العدو وإذا لقيتموه فاثبتوا"

طريقة سهلة تعينك على حفظ القرآن.. انطلق من هنا

التغافل منهج رائع في تجاوز المحن ومرور الأمور بسلام.. هذه بعض صوره

خطيبي يتجاوز ويلمس أجزاءً حساسة من جسدي ويغضب ويقاطعني عندما أرفض.. كيف أتصرف؟

يا من لا تترحمون على الناس أحياءً وأمواتًا.. هلا نزعت الرحمة من قلوبكم!

الرفق واللين من أظهر صفاته عليه الصلاة والسلام.. احرص على أن تقتدي به

"أمة وسطًا".. أفضل ما قيل في معنى الوسطية والاعتدال

معنى جديد لـ "الفتوة".. هل سمعته من قبل؟

لا تفقد الأمل أبدًا.. فقد بصره ولم يفقد بصيرته وإيمانه

بقلم | أنس محمد | الخميس 02 نوفمبر 2023 - 04:29 م


مع شدة الظروف التي نعاني منها في بعض الأحيان، يفقد بعضنا الأمل في فك كربه، وذهاب همه وحزنه، فيضيع بين اليأس وبين شدة الحزن، فلا هو ينتظر فرجا، ولا هو حصل ثوابًا.


كن مثل يعقوب في حسن الظن بالله




وقد ضرب يعقوب المثل في الأمل، والتمسك بحسن الظن وتفويض الأمر إلى الله، حينما اجتمع أخوة يوسف على قتل أخيهم، ثم جاءه خبر اعتقال أخ أخر له هو بنيامين حينما ذهبوا إلى مصر وعرفه أخاه يوسف عليه السلام، فقال يعقوب ردا على النبا الذي جاء به أبناؤه ﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 83].



وتسجل مقولة سيدنا يعقوب عليه السلام لِبنيه حين نقلوا له نبأ اعتقال بنيامين شقيق يوسف عليه السلام بشبهة السرقة، وإضراب كبير الإخوة عن مغادرة مصر؛ حتى يأذن له أبوه، أو يقضي الله فيه أمرًا كان مفعولًا؛ إذْ لا جرأة له على رؤية أبيه؛ بعد أن أفقدوه ثانيَ أولاده، ومن قبلُ ما فرَّطوا في يوسف، ولعله بتخلفه في مصر أن يكون قادرًا على متابعة أخيه المعتقل بتهمة السرقة، مع أنهم ما جاؤوا لمصر ليفسدوا في الأرض، أو يسرقوا شيئًا منها، سواء كان ذلك صُواعَ الملك، أو غيره.



ولكن يعقوب خاطب أولاده بمثل ما خاطبهم به يوم جعلوا يوسف في غيابة الجُبِّ، وزعموا أن الذئب قد أكله، فهو يتهمهم بأنْ قد سَوَّلتْ لهم أنفسهم مكيدةً، ويعلن اعتصامه بالصبر الجميل، متفائلًا أن يأتيه الله بالثلاثة مرة واحدة، فهو العليم بمستقرهم ومستودعهم، الحكيم في إرادته وقَدَره.



يُعْرِبُ يعقوب عن أسفه وألمه لفقدان يوسف منذ عشرات السنين، وقد هيمن عليه الأسى حتى ابْيَضَّتْ عيناه من الحزن، فلم يَعُدْ يرى أحدًا، كما كان من الكاظمين الغيظ، قد حبسه في نفسه؛ تحقيقًا لمعنى الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه، ولا حديث مع البشر بشأنه.



 وقد أشفق بنوه بعد أن فَقَدَ بصره أن يفقد صحته، أو أن يفقد حياته، فعاتبوه أنه لا يزال يذكر يوسف، ويأسى لفقده، حتى يشرف على الهلاك، أو يكون من الهالكين، فهم ينصحون له أن يَمْحُوَهُ من ذاكرته؛ فإذا كان قد فقد ولده فلا ينبغي أن يخسر عافيته، وها هو قد أتلف عينيه من الحزن، وذَرْفِ الدموع، وأنَّى له ُن يَسْلُوَ أحبَّ ولده إليه، وقد صار المفقودون ثلاثة، فيهم يوسف وأخوه، ثم أكبر بنيه، لكنه لن يفقد الأمل في الله أن يأتيه بهم جميعًا؟!.



أجابهم يعقوب أنه إنما يشكو بَثَّه وحزنه إلى الله، ولا يملك أن يحبسه في صدره، ولا يليق أن يَبُثَّه لبشر لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا، إنما يبثه إلى الله مُفَرِّجِ الكروب، وعلَّام الغيوب، وإن أباهم يعلم من حكمة الله وتدبيره ما لا يعلمون، ولسوف يكرر على مسامعهم ذلك تارة أخرى عندما يجيء البشير بالقميص، فيلقيه على وجهه، فيرتد بصيرًا من أثر استنشاقه ريح يوسف في قميصه الذي كان يرتديه.




اليأس خيانة




واليأس من رحمة الله خيانة؛ لأن الله –تعالى- رحيم بعباده، يرحم من استغفره وتاب:" قلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر .



فيعقوب -عليه السلام- يربي أبناءه – ويقول لهم: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (87) سورة يوسف.



فاليأس من رحمة الله كفر بالله؛ لأن في ذلك عدم تعظيم لله وعدم معرفة سعة رحمة الله، أو إنكار لها واتكال على الأمور الظاهرة المحضة، دون لجوء إلى القادر الذي لا نراه ولكننا نرى آثاره الهائلة الكبيرة!.



والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، ولا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل)) رواه مسلم.



ففي هذا الحديث تقوية للآمال، ورفع للهمم، وحب للقوة والشجاعة، وترك للفتور والخور أو انتظار مقتضيات اليأس والإحباط، ودفع محاولة تبرير اليأس والقنوط، فالمؤمن الأقوى في كل الأمور: في الإيمان، في العلم والعمل، في مجابهة الأمور، في المخالطة والعزلة، في كل شؤونه، يعد مؤمناً ذكياً قوياً يستطيع – بعون الله- أن يخرج من كثير من المشاكل والأزمات.



فلا تيأس، فليس اليأس ولا التطير ولا التشاؤم من طبع المؤمن؛ لأن المؤمن يحسن الظن بالله -عز وجل- ويتوكل عليه، ويؤمن بقضائه وقدره، وقد ورد في الصحيح: ((يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب ولا عذاب) ثم بينهم فقال: ( هم الذي لا يسترقون ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون)) متفق عليه.



والرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يتفاءل ولا يتطير ويعجبه الاسم الحسن) كما روى ذلك الإمام أحمد وغيره وهو حديث صحيح.



فلم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- ييأس من شيء، بل كان دائم التفاؤل والاستبشار بتوفيق الله -عز وجل-.. حين يتعامل المؤمن مع الأحداث الهائلة التي تحصل له بمثل هذه الروح الزكية القوية، فإن الشدائد تتصاغر في حسه مهما عظمت، ويتولد في نفسه نوع من اللقاح الذي يعينه على مواجهة الشدائد والصعاب، ويوجهه للتعامل معها بواقعية بحيث يضع الأمور في نصابها، من دون تهويل ولا مبالغة.



فاليأس هو رأس العلل والأمراض النفسية المتفشية، ويعود السبب إلى أن معظم البشر لا يضعون الأمور في نصابها، بل يميلون إلى التهويل والمبالغة في التعامل مع المشكلات، وقد صور القرن الكريم هذه الحالة في عدد من الآيات، منها قوله –تعالى-:{وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسًا } (83) سورة الإسراء. وقوله -تعالى-: {لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ} (49) سورة فصلت. وقوله –تعالى-:{وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} ( 9-10) سورة هود.



فمن حكمة الله في ذلك أن يبلو المؤمنين، ويختبر الصادقين، ويميز الخبيث من الطيب، فيجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم، ويؤجر الصادقون الثابتون.. نصراً وتأييداً في الدنيا، ومثوبة ومغفرة في الآخرة..{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْ} (31) سورة محمد.



{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (142) سورة آل عمران



{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} (214) سورة البقرة.



{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } (110) سورة يوسف.

الكلمات المفتاحية

اليأس خيانة حسن الظن بالله يعقوب عليه السلام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled مع شدة الظروف التي نعاني منها في بعض الأحيان، يفقد بعضنا الأمل في فك كربه، وذهاب همه وحزنه، فيضيع بين اليأس وبين شدة الحزن، فلا هو ينتظر فرجا، ولا هو