المشي يحمي من سرطان المعدة.. كم عدد الساعات المطلوبة أسبوعيًا؟

بقلم | فريق التحرير: | الجمعة 31 اكتوبر 2025 - 06:20 ص

توصلت دراسة إلى أن المشي لمدة خمس ساعات في الأسبوع يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة أو الوفاة بسبب سرطانات الجهاز الهضمي القاتلة، بما فيها سرطان الأمعاء والكبد والبنكرياس.

وأظهرت الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية "جاما أونكولوجي"، أن أولئك الذين يحافظون على مستوى معتدل من النشاط البدني، من خلال رفع معدل ضربات القلب لمدة 17 ساعة في الأسبوع، يشهدون انخفاضًا كبيرًا في خطر الإصابة بالسرطان.

وعلى الرغم من أنه من المعروف أن أنماط الحياة المستقرة، وزيادة الوزن، والتدخين، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالمرض، إلا أنه حتى الآن لم يكن معروفًا إلا القليل نسبيًا عن مقدار التمارين الرياضية، اللازمة لخفض الخطر.

خلال الدراسة، قام باحثون بقيادة الدكتور ييوين تشانغ، في كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة، بدمج البيانات من ثلاث مجموعات كبيرة في الولايات المتحدة، ومتابعة 231 ألفًا و67 مشاركًا لمدة 32 عامًا تقريبًا.

في بداية الدراسة، كان جميع المشاركين خاليين من السرطان ولم يكن لديهم تاريخ من أمراض القلب.

وأكمل المشاركون استطلاعات الرأي كل عامين إلى أربعة أعوام لتقييم تاريخهم الطبي، ومدى نشاطهم أثناء وقت الفراغ، والنظام الغذائي، حيث قدم أكثر من 90 بالمائة من المشاركين بيانات في كل دورة.

وفيما يتعلق بالنشاط البدني، طُلب من المشاركين، في المتوسط، تحديد المدة التي قضوها في ممارسة أنشطة مختلفة أسبوعيا، على مدار العام الماضي.

شملت هذه الأنشطة المشي، والركض، والجري، وركوب الدراجات، والسباحة، والتنس أو الاسكواش، وأنشطة هوائية أخرى، وتمارين رياضية خفيفة، والعمل في الهواء الطلق. وأُضيفت معلومات عن رفع الأثقال لاحقًا إلى الاستبيان.

كما سجلوا عدد مرات صعود السلالم يوميًا.

وعلى مدار الدراسة، تم التحقق من تشخيصات السرطان المبلغ عنها ذاتيًا من خلال السجلات الطبية، وتم تأكيد أي وفيات - والتي بلغ مجموعها 3791 حالة بحلول نهاية الدراسة - من خلال تقارير التشريح. وتم تشخيص ما مجموعه 6 آلاتف و358 حالة سرطان في الجهاز الهضمي.

النشاط البدني

ووجد الباحثون أن في هذه المجموعة، التي تتكون من أشخاص أصحاء تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عاما، ارتبطت المستويات العالية من النشاط البدني في وقت الفراغ بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي والوفاة.

وأضافوا أنه على الرغم من أن المدة المثلى للنشاط البدني تبلغ حوالي 50 ساعة من التمارين، فإن المداومة على ذلك أمر بالغ الأهمية.

ووجد أن الحفاظ على حوالي 17 ساعة من النشاط البدني أسبوعيًا - وهو ما يعادل حوالي خمس ساعات من المشي السريع أو ساعتين من الجري - على مدى 30 عامًا يقدم أعظم الفوائد، حيث يخفض خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي بنسبة 17 في المائة، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

وتوصي هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا، البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و64 عامًا بممارسة ما لا يقل عن 2.5 ساعة من النشاط المعتدل الشدة أسبوعيًا.

وفي الولايات المتحدة، يزيد هذا على ضعف الإرشادات الموصى بها.

ومن المثير للاهتمام، أن النتائج أظهرت أن أكثر من 17 ساعة من النشاط البدني المستمر لم يرتبط بفائدة إضافية. وافترض الباحثون أن الفوائد الوقائية لا تأتي من فقدان الوزن وحده.

وأوضح الدكتور تشانج أن "النشاط البدني قد يكون له تأثيرات مضادة للسرطان بشكل منهجي، مثل تحسين حساسية الأنسولين، وخفض الالتهاب، وتعزيز وظيفة المناعة".

وأضاف أن ممارسة التمارين الرياضية قد تساعد أيضًا على الهضم، مما يقلل من الوقت الذي تقضيه السموم المحتملة على اتصال بجدار الأمعاء، مما يقلل من خطر التلوث.

علاوة على ذلك، فإن الحفاظ على النشاط البدني الكافي والمستمر قد يكون مفيدًا بشكل خاص في الوقاية من السرطان، والذي يستغرق عادةً وقتًا طويلاً حتى يتطور.

التمارين الرياضية والوقاية من السرطان

وأظهرت أبحاث سابقة أن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية في الدم تساعد الجهاز المناعي في مطاردة الخلايا السرطانية وتدميرها.

ووجدت الدراسات أيضًا أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تقلل من مستويات البروتينات الالتهابية في الجسم والتي من المعروف أنها تغذي تطور الأورام.

وفي تعليقهم على الدراسة الرائدة، قال خبراء السرطان من جامعة سيدني إن النتائج قد تساعد الأطباء في طمأنة المرضى الذين لا يستطيعون تحقيق 17 ساعة من التمارين الرياضية أسبوعيا.

وكتب الباحثون: "حتى كميات أصغر من التمارين الرياضية التي يتم إجراؤها بشكل مستمر لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى هدف 17 ساعة في الأسبوع ستكون مفيدة".

وأضافوا: "يجب على الحكومات والأنظمة الاجتماعية والصحية أن تتبنى نهجًا شموليًا تجاه صحة الإنسان لتضمين فرص النشاط البدني، مع توفير برامج تمارين منظمة لدعم الأفراد لزيادة نشاطهم البدني وتجربة فوائده لصحتهم العامة".

وبشكل عام، لا تظهر أعراض سرطانات الجهاز الهضمي - بما في ذلك سرطان المريء والمعدة والأمعاء والبنكرياس والكبد - إلا بعد أن يصبح المرض أكثر تقدمًا.

قد يعاني مرضى سرطان المريء من صعوبة في البلع، بينما قد يعاني مرضى سرطان المعدة أو الأمعاء من ألم في البطن وتغير في حركة الأمعاء. كما قد يُظهر سرطان الكبد والبنكرياس أعراضًا مشابهة.

ومن بين العلامات الشائعة الأخرى وجود كتلة في المعدة، والانتفاخ، وفقدان الوزن غير المتوقع، والتعب.