بقلم |
فريق التحرير |
الخميس 02 اكتوبر 2025 - 08:57 م
من أعظم الأخلاق المذمومة التي حذّر منها الإسلام التلون والتقلب في المواقف، ومن أبرز صورها ما يُعرف بـ ذي الوجهين، وهو الشخص الذي يُظهر وجهًا في موقف، ووجهًا آخر في موقف مختلف، تملقًا وخداعًا، طلبًا لمصلحة أو هروبًا من مواجهة. وقد جعل الإسلام هذا الخلق من علامات النفاق، واعتبره من الصفات التي تفسد المجتمع وتُهدم الثقة بين الناس.
التحذير النبوي من ذي الوجهين
جاءت الأحاديث النبوية صريحة في ذم صاحب الوجهين، حيث قال النبي ﷺ:
"تجدون شرَّ الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه" (رواه البخاري ومسلم).
وهذا الحديث يبين أن صاحب الوجهين من شرّ الناس؛ لأنه لا يستقيم له حال على الصدق، ولا يثبت على عهد أو مبدأ.
صفات ذي الوجهين
النفاق في القول والفعل.
إظهار الود أمام الناس، وإخفاء البغض في القلب.
التقرب إلى فريق بمدح، ثم إلى الفريق الآخر بذم، طمعًا في المكاسب.
غياب الصدق والثبات على الحق.
خطورة ذي الوجهين على المجتمع
وجود ذي الوجهين في أي مجتمع يؤدي إلى:
فقدان الثقة بين الناس، وانتشار الشكوك.
إثارة الفتن بين الأطراف المختلفة بنقل الكلام وتزييف الحقائق.
انعدام الاستقرار في العلاقات الأسرية والاجتماعية والعملية.
إضعاف الروابط القائمة على الصدق والوفاء.
الإسلام يدعو إلى الوضوح والصدق
الإسلام يدعو المسلم أن يكون صادقًا في قوله وعمله، ثابتًا على مبادئه، بعيدًا عن التلون والتقلب. وقد جعل النبي ﷺ الصدق طريقًا إلى الجنة، والكذب والنفاق سبيلًا إلى النار.
ذو الوجهين إنسان مذموم في ميزان الشرع والعقل، لأنه يعيش بلا مبدأ ولا أمانة. وعلى المسلم أن ينأى بنفسه عن هذا السلوك، وأن يكون صريحًا واضحًا، ثابتًا على الحق، صادقًا في تعامله، ليكون قدوة طيبة ويحقق معنى الأخوة الإيمانية.