الغيبة.. داء عضال يهدم القلوب ويدمر المجتمعات.. تعرف على مخاطره
بقلم |
فريق التحرير |
الاثنين 29 سبتمبر 2025 - 05:42 م
تُعَدّ الغيبة من أخطر الآفات الاجتماعية والأخلاقية التي تُبتلى بها المجتمعات، فهي ليست مجرد حديث عابر عن الناس في غيابهم، بل هي جريمة معنوية لها أثر بالغ على الأفراد والجماعات. وقد حذّر الإسلام منها تحذيراً شديداً، حتى شبَّهها القرآن الكريم بأبشع صورة حين قال الله تعالى:﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات: 12].
خطورة الغيبة على الفرد
الغيبة تورث قسوة القلب وتُضعف الإيمان، كما أنها تُذهب بالحسنات وتُثقل ميزان السيئات، فقد ورد في الحديث الشريف أن المفلس هو من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، لكنه يأتي وقد اغتاب هذا وأخذ حق ذاك، فيأخذ المظلوم من حسناته حتى تنفد. وهي أيضاً تُفسد علاقة العبد بربه؛ لأن من يُكثر الغيبة يتجرأ على المحرمات، ويعتاد اللسان على إطلاق السوء.
خطورة الغيبة على المجتمع
المجتمعات التي تنتشر فيها الغيبة تُصبح مفككة يسودها الشقاق وسوء الظن، وتضعف فيها روح الأخوة والتعاون. فهي تزرع الأحقاد وتُذكي نار العداوة، وتجعل الناس يعيشون في جو من الريبة وعدم الثقة. كما أنها تُعيق التقدم الاجتماعي والثقافي، إذ ينشغل الناس بالحديث عن العيوب والسلبيات بدل العمل على الإصلاح والبناء.
متى تُباح الغيبة؟
رغم خطورتها، فقد بيّن العلماء أن الغيبة تُباح في حالات محددة وبضوابط شرعية، منها:
1. التظلّم: أن يشتكي الإنسان لمن يستطيع رفع الظلم عنه.
2. الاستعانة على تغيير المنكر: كأن يُخبر من يقدر على النصح والإصلاح.
3. الاستفتاء الشرعي: حين يسأل المستفتي العالم عن حال شخصٍ بصفة لازمة للحكم الشرعي.
4. التحذير من الشر: مثل التحذير من صاحب بدعة أو غشّ، أو من يُراد الارتباط به في زواج أو تجارة.
5. التعريف: إذا كان الشخص لا يُعرف إلا بلقب فيه وصف ظاهر، مثل: الأعرج أو الأعور، دون قصد التنقص.
الغيبة داء مهلك يجب على المسلم أن يتنزه عنه ما استطاع، وأن يشغل لسانه بذكر الله والكلمة الطيبة، فهي صدقة يثاب عليها. ومجتمع خالٍ من الغيبة مجتمع تسوده المحبة والثقة والتماسك، وهو ما يدعو إليه الإسلام في أسمى صوره