هل يجب طاعة الوالدين في كل شيء، حتى في الأمور البسيطة. يعني مثلا أبي يطلب مني غسل السيارة، فلا أفعل ذلك كسلا. وأحيانا تطلب مني أمي أن أنظف البيت فلا أفعل ذلك كسلا. فهل ذلك عقوق؟
الإجابــة
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب انه تجب عليك طاعة والديك في كل ما فيه مصلحة لهما، ولا يترتب عليك منه ضرر.
فبر الوالدين واجب قال تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" {الإسراء:23}؛ فأمر ببرّهما، والإحسان إليهما، وهذا واجب على الولد.
وعبارة برّ الوالدين تشمل إيصال ما يمكن إيصاله إليهما من الخير، وإبعاد ما يمكن إبعاده عنهما من الشر، جاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: وَالْمَعْنَى الْجَامِعُ: إيصَالُ مَا أَمْكَنَ مِنْ الْخَيْرِ، وَدَفْعُ مَا أَمْكَنَ مِنْ الشَّرِّ، بِحَسَبِ الطَّاقَةِ. اهـ.
وتوضح أن العقوق فقد نقل العيني في (عمدة القاري) عن الشيخ تقي الدين السبكي: إن ضابط العقوق: إيذاؤهما بأي نوع كان من أنواع الأذى، قلّ أو كثر، نهيا عنه أو لم ينهيا، أو يخالفهما فيما يأمران أو ينهيان؛ بشرط انتفاء المعصية. اهـ.
فتجب عليك طاعة الوالدين في كل ما فيه مصلحة لهما، ولا مضرّة عليك منه،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين. وهو ظاهر إطلاق أحمد. وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره؛ وجب، وإلا فلا... انتهى.
وتضيف: يجب عليك غسل السيارة مثلا إن أمرك أبوك بذلك، وطاعة أمك إن أمرتك بتنظيف البيت.
فإن امتنعت لغير عذر شرعي فلا شك في أن هذا عقوق، وليس مجرد الكسل عذرا يسوغ لك الامتناع.
هذا ولا ينبغي أن يغيب عن ذهنك شأن الوالدين وعظم حقهما عليك، وأهمية البر بهما وفضله، وعليك أن تتدبر النصوص الواردة في ذلك وتكثر الاطلاع عليها مذكرا لنفسك بها. واحرص أيضا على القراءة عن سيرة السلف الصالح في البر بوالديهم.