هل تجوز قراءة سورة الفاتحة للجنب، بغرض الرقية. أنا فتاة مريضة روحيا. منهم من قال إنه سحر، ومنهم من قال إنه مس.
وأتعرض أحيانا للتحرش الجنسي في المنام، وأنا أعاني من وسواس في الطهارة منذ أكثر من عشر سنوات، وقد حاولت الاغتسال، ولي الآن شهران تقريبا لم أغتسل؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أن الأصل أن الجنابة تمنع قراءة القرآن، لكن يستثنى من ذلك قراءة بعض قصار السور كالفاتحة ونحوها إذا كان ذلك للرقية، أو التعوذ أو ما شابه ذلك.
قال العلامة خليل -المالكي- في المختصر: وتمنع الجنابة موانع الأصغر والقراءة، إلا كآية لتعوذ ونحوه.
قال شارحه الدردير: وَمُرَادُهُ الْيَسِيرُ الَّذِي الشَّأْنُ أَنْ يُتَعَوَّذَ بِهِ فَيَشْمَلُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَالْإِخْلَاصَ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ (وَنَحْوَهُ) أَيْ نَحْوَ التَّعَوُّذِ كَرُقْيَا. انتهى.
وبخصوص ما ذكرت ( ولي الآن شهران تقريبا لم أغتسل) ، فالغسل لا يجب بمجرد التخيلات أو الشك في موجبه، وإنما يجب إذا تحقق ما يوجبه.
وعلى افتراض حدوث ما يوجب الغسل في حقك، لكنك لم تغتسلي لمدة شهرين، فلازم كلامك هذا أنك لم تصلي طوال هذه المدة المذكورة، وهذا الأمر خطير جدا.
وتضيف: اعلمي أن الغسل لا يكلف كل هذا الحرج، إنما يكفي أن تسيلي الماء على جسدك بأية طريقة، وعلى أية هيئة. وهذا لا يكلف شيئا ولا يأخذ من الوقت أكثر من دقيقتين أو ثلاث، واحذري كل الحذر من التمادي والاسترسال مع تخيلات وأوهام الوسوسة، لأن الوساوس إذا استرسل معها المسلم لا بد أن تهوي به إلى دركات؛ كهذا الذي ذكرت.
وتنصح: بالاستعانة بالله تعالى وكثرة دعائه، والضراعة إليه أن يصرف عنك ما حل بك من هذه التخيلات والوساوس؛ لما فيها من الضرر العظيم عليك في دينك ودنياك،