صليت الفجر مع الإمام، فأخطأ في القراءة، وعندما انتهينا من الصلاة، قال لي صديقي الذي يجلس بجانبي إن الإمام لديه ثلاثة أخطاء، فأشرت بيدي أن لديه الكثير من الأخطاء دون أن أتكلم، فذهب صديقي إلى الإمام وقال له الأخطاء، فهل اغتبت الإمام أم لا؟
الجواب:تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أن الغيبة تحصل بالإشارة كما تحصل باللسان، قال النووي في الأذكار: فأما الغيبة: فهي ذكرك الإنسان بما فيه مما يكره، سواء كان في بدنه، أو دينه، أو دنياه، أو نفسه، أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته بلفظك، أو كتابك، أو رمزت، أو أشرت إليه بعينك، أو يدك، أو رأسك، أو نحو ذلك.
وعليه، فالظاهر أن الإشارة التي صدرت منك تحصل بها الغيبة، إلا إن كان قصدك تحذير صاحبك من الأخطاء التي وقع فيها الإمام دون قصد التنقص منه، فلا يعد ذلك غيبة.
وتضيف: فإذا لم تعلم أن الشخص الذي اقتديت به يلحن في الفاتحة لحنا يخل بالمعنى فصلاتك صحيحة لأن المسلم له أن يصلي مع المسلمين حيثما كانوا، ولا يطالب بالبحث عن قراءة الإمام في السر، لأن ذلك مما يعسر.
قال ابن قدامة في المغني: إن صلى القارئ خلف من لا يعلم حاله في صلاة الإسرار صحت صلاته ; لأن الظاهر أنه لا يتقدم إلا من يحسن القراءة، ولم يتخرم الظاهر. انتهى.
وتوضح : فإن سمع قراءته وعلم أنه يلحن في الفاتحة لحنا يخل بالمعنى مثل من يبدل حرفا بحرف نوى مفارقته وأتم صلاته، ولا يجوز له الاقتداء به بعد أن علم حاله، فإن اقتدى به بطلت صلاته وعليه إعادتها، سواء كانت صلاة واحدة أو أكثر، فإن لم يعلم عدد تلك الصلوات التي صلاها على هذه الحالة أعاد من الصلوات ما يغلب على ظنه أنه عدد ما عليه من فوائت الصلاة، هذا كله إذا كان المأموم يحسن قراءة الفاتحة، فإن كان مثل الإمام في اللحن صحت صلاته، ويجب عليهما التعلم وإصلاح ما تصح به صلاتهما إن أمكن ذلك، أما اللحن في غير الفاتحة مثل إبدال العين همزة من التسميع فلا يبطل الصلاة ولا يبيح مفارقته.