تبين د. مروة عبد الحميد  استشاري العلاقات  الاسرية  والتربوية  ان فطرة الله في الكون أن يكون هناك رجل وإمرأة لإعمار الأرض وأسند سبحانه وتعالي لكل منهما أدواراً حياتية محددة. إذا التزم كل واحد منهم بدوره، استقامت الحياة واستقر حال الأسرة. ولكن إذا حدث خلل في القيام بتلك الأدوار، انفتحت أبواب المشكلات الأسرية وصراع القوات الذي يودي بهدوء الأسرة اللازم لتربية أجيال سوية صلبة ومتزنة نفسياً. 

وتضيف الحياة الزوجية الناجحة قائمة علي قوامة الرجل في بيته إلي جانب مراعاة مشاعر زوجته واحترام رأيها واستشارتها في كافة الأمور التي تخص الأسرة. ولكم في رسول الله أسوة حسنة. فبدراسة سيرة سيدنا النبي (ص)، نجد أنه كان حقاً المثال والقدوة التي يجب الاحتذاء بها. فكان (ص) نعم الزوج الحكيم والأب الحنون والقائد البصير.

وتذكر انه إذا نظرنا إلي العلاقة الزوجية وتخيلنا أنها مثل الشركات والمؤسسات الكبيرة، فدائماً ما يكون هناك رئيساً واحداً للشركة، إلي جانب نائب للرئيس بدوره المساعدة والمساندة ومشاركة المسئوليات. ولذلك حتي تستقر الحياة الزوجية، لابد من وجود قائد ومساعد للقائد. وامتثالاً لأوامر الله تعالي وسنة نبيّه، القيادة دائماً للرجل والمساندة والمشاركة والمساعدة للمرأة.

وتنصح الأخ السائل، بأن عليه استعادة مكانته داخل الأسرة وذلك عن طريق الحوار بالمعروف ومشاركة زوجته في الأمور الحياتية الضرورية للأسرة ولكن عليه أو يوضح لها أن الرأي النهائي يكون بما يراه هو مناسباً. ونعلم جيداً أن في عصرنا هذا ينشغل الرجل دائماً بكسب العيش ويترك بعض المهمات الرئيسية للزوجة وهذا شكل من أشكال مشاركة المسئولية. ولكن إذا زاد الشئ عن حدّه انقلب لضدّه. فبالرغم من المسئوليات المادية الملقاة علي كاهل الرجل، عليه أن يتواجد داخل أسرته ويفعّل دوره القيادي مع الزوجة والأبناء كونه الاستثمار الحقيقي في الحياة.