هل تعلم، أن الحكم على نيات الآخرين، من الأمور التي تفسد العلاقات بين الأزواج، بل وتقطع الأرحام، وتسئ للجيران.

إذ يقول الإمام الغزالي رحمه الله في ذلك: «مهما رأيت إنسانًا يُسيء الظن بالناس طالبًا للعيوب فاعلم أنه خبيث الباطن، فإن المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب العيوب».

والنية، ذلك الفعل القلبي، الذي لا يراه أحد إلا الله سبحانه وتعالى، والتي بمقتضاها يكون الجزاء، إما ثواب، وإما عقاب، لا يمكن لبشر أن يعلمها، لكن للأسف هناك البعض يعيش في أوهام ويدرس ويخطط ويصنع أفلاما في خياله لا يصدقه سواه، وتراه يعيش بها على أنها حقيقة ثابتة، فإن هذا لا يتعب سوى نفسه، ولا يخدع سوى نفسه، ومن ثم عليه مراجعة الكثير من أفكاره سريعًا قبل فوات الأوان.

سوء الظن

إياك وسوء الظن، خصوصًا مع الزوج أو الزوجة، أو الأقارب، لأنه بالتأكيد لا يمكن لأحد منهم أن يصل بتفكيره لدرجة أن يؤذيك، فاترك الأمر كله لله ولا تجذع.

وسوء الظن قد حدده الإمام الغزالي رحمه الله، في «الإحياء» بقوله: «ألا تحمل فعله على وجه فاسد ما أمكن أن تحمله على وجه حسن»، فقد تكون الزوجة بها ما لا يسرها في أهلها، وأنت لا تدري، فتبدو منهكة أو غاضبة، لكنها لا تريد أن تثقل عليك همومك، فتكون النتيجة أن تشك فيها، أن في الأمر شيء، مع أنك لو علمت أنها تحمل مشاكل بتيك، ومشاكل بيت أهلها معًا، لأشفقت عليها، لكنها تخبئ عليك الأمر حتى لا تشغل بالك، وليس كما توسوس لك نفسك أنه (تخونك) أو هناك أمرًا جلل تخبيه عنك، فقط مجرد سوء الظن يأخذك لأمور بعيدة كل البعد عن الحقيقة.

اقرأ أيضا:

أمي تفضحني.. كيف أتعامل معها؟

احتمالات عدة

كل الأمور تحتمل احتمالات عدة، فإياك أن تضعها في سلة واحدة من الظنون السيئة وفقط، لأن ذلك يغير القلوب، وبالتالي كأنها حصى توضع فوق بعضها البعض، وشيئا فشيئا تصبح جبلا من الخلافات.

يقول صلى الله عليه وسلم: «ثلاث لازمات لأمتي: سوء الظن، والحسد، والطيرة، فإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فاستغفر الله، وإذا تطيرت فامض»، وبالتالي فإن سوء الظن مخرجه أن لا يحققه في نفسه بعقد ولا فعل لا في القلب ولا في الجوارح، أما في القلب فبتغيره إلى النفرة والكراهة، وأما في الجوارح فبالعمل بموجبه، وذلك لأن سوء الظن إنما هو بالأساس محرم.

يقول تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ» (الحجرات:12)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث».