مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك ليقظتك ومراقبتك لحالة ابنك النفسية، وحرصك عليه، فالاكتئاب في سنه يعتبر من المشكلات الصحية الخطيرة التي من الممكن أن تؤدي إلى تحديات بدنية وعاطفية طويلة الأمد.
لا أعرف هل ابنك بالفعل دخل في مرحلة الاكتئاب وهو الآن في احدى أنواعه ودرجاته، أم أنه لازال على البر ويمكنك مساعدته، لكننا سنبني على الأحالة الأخيرة، إذ أن هناك بالطبع وسائل وخطوات يمكنك فعلها معه فالعلاقة القوية بين الوالدين والأبناء يمكنها أن تساعد في منع الاكتئاب، لذا يمكنك إقامة علاقة إيجابية مع ابنك بتخصيص وقتًا يوميًا للتحدث معه، ومعرفة ما يثير قلقه، وتشجيعه على التعبير عن حقيقة مشاعره.
اثني على انجازات ابنك مهما تكن بسيطة ومتواضعة، سواء كانت على المستوى الدراسي أو العلاقات أو أنشطته، وقدمي ملاحظاتك الايجابية على سلوكياته، واحرصي على أن يتناول الطعام معكم على المائدة ولو وجبة واحدة رئيسة كل يوم، وتحلي بالهدوء لدى الرد عليه مهما يكن هو عنيفًا، أما لو كان غير راغب في التحدث، فاقض معه وقتًا في نفس الغرفة، حتى لو لم تتحدثا معًا، ففي هذا التصرف رسالة اهتمام ومحبة قد تغني عن مئات الكلمات.
احرصي أيضًا على نومه، فالعلاقة بين النوم والاكتئاب تبادلية، لذا فالنوم الجيد أثناء الليل يساعد ابنك على الشعور بالصحة الجسدية والنفسية، فقد أفادت الدراسات أن المراهقين من ينامون في العاشرة مساءًا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، مقارنة بالمراهقين من ينامون عند منتصف الليل أو بعده.
شجعي ابنك على قضاء بعض وقته مع أقرانه وأصدقائه، احتالي لكي يفعل، ولو أن تتحدثي مع أقربهم إلى نفسه مثلًا تليفونيًا ليهتم بالمبادرة بالاتصال به والمقابلة معه، وممارسة رياضات جماعية كلعب الكرة وغيرها، فهذا كله مهم لتدعيم ثقته بنفسه وحثه على بناء شبكة علاقات اجتماعية، كما أن ممارسة نشاط بدني مع اقرانه أو وحده مما يحد من الاكتئاب والقلق في سن المراهقة.
إن عجزت وحدك عن فعل هذا مع ابنك يا عزيزتي ولم يستجب لك، ويتجاوب معه، ولم يتغير الحال، فلا تترددي في طلب المساعدة النفسية المتخصصة، حتى لا يتفاقم الأمر، فابنك بحاجة لداعم نفسي متخصص حتى يعلمه كيفية التعامل الصحي مع الضغوط ومشاعر القلق وغيرها، والتواصل الصحي مع نفسه ومن يحيطون به من أسرة وعائلة وأصدقاء، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟