اهتم الإسلام بالطهارة والنظافة اهتمامًا كبيرًا بل جعلها شرطا لصحة الكثير من العبادات وبدونها يفقد المسلم الصلة بين وبين خاله لأنه لا يمكن له تأدية هذه العبادات إلا بطهارة وطهارة بصفة مخصوصة.
الطهارة سبب لدخول الجنة:
والطهارة بابا عظيم من أبواب دخول الجنة ويدل على ذلك ما رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عن عُمَر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ).
كما ورد في البخاري رحمه الله: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لبِلالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الفَجْرِ: (يا بلَالُ، حَدِّثْنِي بأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ في الإسْلَامِ؛ فإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ. قالَ: ما عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِندِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا، في سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إلَّا صَلَّيْتُ بذلكَ الطُّهُورِ ما كُتِبَ لي أَنْ أُصَلِّيَ).
الله يحب المتطهرين:
ويكفي المتطهرين فضلا ومنزلة ان الله صرح بحبه لهم فبالوضوء يدخل العبد في عداد المتطهرين، وينال محبة رب العالمين، كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، يعني المتطهرين من الأذى الحسي والمعنوي.
وإذا أحب الله عبدا اصطفاه وهيأ له الأسباب وسخرها الله وسهل له الطاعة وبعد بينه وبين المعصية حتى يخرج من الدنيا نقيا تقيا خالصا.
الطهارة دليل إيمانك:
والوضوء من خصال الإيمان الخفية التي لا يحافظ عليها إلا مؤمن، كما جاء في حديث ثوبان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةُ وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ)[رواه مالك في الموطأ].
خرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها).
وهذا اللفظ من قول النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن الإيمان الحقيقي يشمل طهارةَ الظاهر وطهارة الباطن، والوضوء يطَّهر الظاهر.. وعلى هذا يكون شطرَ الإيمان.
وبهذا يعلم فضل الوضوء والاغتسال والتطهر والنظافة التي تقي صاحبها من الأمراض وتجعلهم أصحاء أنقياء.