الغيبة والنميمة هما من أخطر آفات اللسان التي يجب على المسلم أن يحصن نفسه منهما ويبتعد عنهما لأنهما يأكلان حسناته ويجعلان صدره غير سليم وربما تسلل إليه الغل والحقد والحسد تجاه الآخرين ،وقد يجعله إنشغاله بأمورهم ينصرف عن عبادة الله والإخلاص فيها.
ولكن ماذا يفعل المسلم إذا وقع في هذا الإثم بسبب غفلة في قلبه، إن دعاء كفارة الغيبة والنميمة هو دعاء مهم جداً عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث تنتشر في هذه الأيام مجالس الحديث التي تغضب الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، والتي يتم فيها انتهاك أعراض الناس بالباطل ويجب التوبة منها.
معنى كلمة الغيبة في اللغة أي ذكر الإنسان لشيء في صفات أخيه الإنسان دون وجه حق بدون حضوره أي في غيبته. ومعنى أن يغتاب الرجل أخاه أي أنه يقوم بالحديث عنه بسوء من وراء ظهره مع غيره من الناس قاصداً بذلك تشويه صورته.
أما النميمة فهي الكلام اللغو الكثير بصوت غير مسموع بدرجة كبيرة ويخوض في أعراض المسلمين وخصوصياتهم دون وجه حق. وأن ينم المرء على أخيه أي أنه يتحدث عن خصوصياته وخصوصيات أهل بيته مع الناس ويتقصون أحوالهم. ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل لما له من أضرار عظيمة على الفرد والمجتمع.
وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على دعاء كفارة الغيبة والنميمة على المسلم التائب من هذا الذنب بنية صادقة، حيث قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.
وقال المبار كفوري في تحفة الأحوذي في شرحه دعاء كفارة الغيبة والنميمة: وقول صلى الله عليه وسلم في الحديث “فكثر” بضم الثاء، لغطه بفتحتين أي تكلم بما فيه إثم لقوله غفر له. وقال الطيبي: اللغط بالتحريك الصوت والمراد به الهزء من القول وما لا طائل تحته فكأنه مجرد الصوت العري عن المعنى فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: «سبحانك اللهم وبحمدك» ولعله مقتبس من قوله تعالى: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ»
اللهم إني أسألك أنى تبت من الغيبة ولن أعود ابدا فاعني على التوبة وتوكلت عليك وبحق اسمك التواب تب علي.
اللهم تب علينا واقبض ألسنتنا عن الغيبة قبل الموت يوم لا ينفعنا الندم ولا المعذر. كذلك اللهم تب علينا من الغيبة والنميمة وطهر ألسنتنا من ذكر الناس.
اللهم تب علينا، واغفر لنا زلاتنا وما تتلفظ به ألسنتنا فيها ما يغضبك منا يا رب واحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة واجعلها رطبه بذكرك.
أيضا اللهم صن لساننا عن الغيبة والنميمة والبهتان وتب علينا واكفننا شر ظنوننا. اللهم تب على من النميمة والغيبة واغفر لمن اغتبت بالسر أو العلن قاصدا كنت أم غير قاصد واجعل خطأي في ميزان حسناتهم.
اقرأ أيضا:
آيات قرآنية وأدعية لفك السحراقرأ أيضا:
دعاء تبتعد به عن المعاصي وتنتصر به على الشهوة