أخبار

مبتكرة دواء شهير لإنقاص الوزن: يجب تناوله مدى الحياة

الجمعة.. عيد خاص عند الموتى تتلاقى فيه أرواحهم ويفرحون بالزائرين

سورة في القرآن يكرهها الجن ولا يتواجد في بيت تقرأ فيه

سورة الأنعام .. نزولها أبهج رسول الله وفند حجج المشركين ولهذا حفها 70ألف ملك بالتسبيح

الحياء.. مفهومه وكيف نطبقه؟

دعاء الخوف من شخص أو عند التعرض لظلم

احذر هذا الشخص.. بماذا أوحى الله لنبيه داود عليه السلام؟

حتى تكون مع الذين "على هدى من ربهم".. ماذا تفعل؟

الله يحب أن تلح عليه في الدعاء فلا تمل منه حتى يستجيب لك

سنة نبوية مهجورة .. من أحياها ضاعف الله له الخير وجنبه كل الشرور ..ما هي ؟

ليس من خلق المسلم.. لماذا يحذرنا النبي من الفجر في الخصومة؟

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 14 فبراير 2024 - 05:55 ص


تنشب الخصومات بين الأصدقاء، بل وبين أفراد الأسرة الواحدة، فقد يكون هناك خلاف ما بين الزوجين أو بين الأخوين، أو الجيران، لكن إذا كان هذا الأمر معتادًا فإن ما هو منهي عنه ما يحدث حاليًا عند عند نشوب الخصومة، إذ أصبحنا نجد كلاً من المتخاصمين يخرج أروع ما عنده، من الألفاظ والمصطلحات والسباب والشتائم، فأروع هنا ليست بمعنى أجمل ولكنها بمعنى الأكثر روعا مما يشيب له الأقرع وتسقط له الحبلى، فترى لأتفه الأسباب بين الصديقين الذين يأكلان ويسيران ويعملان معا، يتشابكان بالأيدي والألفاظ، وكأن شيئًا من المعروف لم يكن بينهما، وكأن ما بني عليه صداقتهما أساسه الحرام والبغض، وليس الحب والصداقة كما كانا يزعمان لبعضهما البعض.

فمثل هؤلاء الأصدقاء إنما يشبهون في علاقتهم المحرمة القائمة على الحرام، علاقة الرجل بالمرأة في الحرام، فحينما يتزوج الرجل من المرأة بما شرع الله يجلب الله عليهما البركة، وحينما يزني الرجل بالمرأة يبشرهما بالفقر والعقاب، فهكذا مع فارق التشبيه الرجلان حينما يتحابا، فإذا كان حبهما في الله بارك الله في صداقتهما، وإذا كان حبهما في السعي وراء المعصية والفساد، محق الله البركة من صداقتهما، وفجر كل واحد بالآخر.

الفجر في الخصومة


وهذه الصفة المنتشرة حاليًا تكشف عن النفاق في المجتمع، فحينما لا يستطيع الإنسان أن يضبط نفسه، وقت الخلاف مع صديقه أو صاحبه أو أخيه، فهنا يكشف عن معدنه الخبيث، ونفاقه، فهو في وقت الرخاء ربما يكن لطيفا رقيقا، وحينما تختلف معه تجد وحشا مفترسا، لا يرعوي أن يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة.

فبسبب الخلاف بين الصديقين، تجدهم يسارعون إلى سوء الظن، وإلى التخوين وربما الاتهام في العرض والدين، وأحيانا اللعن والاتهام بالكفر، فسرعان ما تجد سب الدين والطعن في الشرف، بكلمات لا يقولها المؤمن للكافر، وليس مؤمن لمؤمن، لتجد بعض الناس يتعاملون بصفات اليهود دون أن يدري، فعندما يتفق الحال مع مصلحته تجده يعمل باللين، وعندما يختلف معهم تجده فظًا غليظًا، يتربص بك ويغدر، ويبالغ في خصومته إليك، حتى إذا استأمنته على سر فضحه، وإذا رأى منك عورة، نشرها، ويستبيح أعراضك، وينتهك حرماتك؛ ليرضي شهوة الحقد التي استقرت في أعماق قلبه.

وقد فضح أمر اليهود وغدرهم سيدنا عبد الله بن سلام، حينما جاء إلى النبي صلى. الله عليه وسلم، وأعلن إسلامه وكان يهوديا، وأراد ان يفضح بهت اليهود، ولما سألهم النبي عن رأيهم في عبد الله بن سلام قالوا سيدنا وابن سيدنا، ولما خرج بن سلام ليعلن إسلامه أمامهم قالوا سفيهنا وابن سفيهنا.

فهل هذا ما تحول إليه بعض المسلمين في خصوماتهم التي استفحلت بعدما استباحت العداوات، وكالت الاتهامات، دون دليل أو برهان.

فقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام، عن الفجر في الخصومة وقال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا»، ويشير الى صدره ثلاث مرات، «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه».

فليس هناك سلوك أخطر من الفجور في الخصومة، فهو أشد قسوة من الغدر والخيانة وهو صفة مَن لا خلاق له، ولا ولاء له، حتى أن النبي جعل صاحب هذه الصفة من المنافقين الذين لا عهد لهم ولا إيمان.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "أربع من كن فيه كان منافقًا، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر". رواه البخاري ومسلم .

فالمحذور الأكبر كما نبه النبي عليه الصلاة والسلام هو أن يفجر أحد المتخاصمين، فيبدأ بالشر وينحاز إليه وينسى قيم الفضيلة كلها؛ فقد نفخ الشيطان فيه وتلبسه فلا ينطق إلا بشرّ، وربما ينطق بكفر.

اقرأ أيضا:

الجمعة.. عيد خاص عند الموتى تتلاقى فيه أرواحهم ويفرحون بالزائرين

تحابا فيه وتفرقا عليه


جاء في حديث أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.

فالحب في الله والبغض في الله من أوثق عُرى الإيمان، وبه تقع الألفة والمحبة، ولذلك ويشعر العاصي لله بكراهة الناس له وبغضهم لما هو عليه من معصية الله، فيبتعد ويتوب إن كان عاقلاً ، وحب المؤمن للخير وأهله دليل صادق على طيب نفسه، وطُهر قلبه، والمؤمن يحب أخاه المؤمن، فيسرّ له في النعماء ويحزن عليه في البأساء، ويتولاه لإيمانه من دون آبائه وإخوانه وسائر أقربائه، ويؤثره على نفسه، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، وما ذلك إلا للمحبة الصادقة في ذات الله تبارك وتعالى.

يقول النبي عليه الصلاة والسلام : «إن من عباد الله أُناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور، ولا يخافون إذا خاف الناس». وقرأ هذه الآية: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62].

وقال الإمام الشافعي:

أُحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة

وأكره من تجارته المعاصي ولو كنا سواءً في البضاعة


والمتحابون في الله على منابر من نور لأنهم يجتمعون في الدنيا على حب الله ويتفرقا على نفس الأمر، فتنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة، وتحفهم الملائكة، والمرء يُحشر ويكون مع من أحب يوم القيامة فلينظر من يخالل ومن يحب، لأن ما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.

قال الله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ﴾ [التوبة: 109].

والمتحابون في الله تدوم صحبتهم وتبقى مودتهم لبعضهم بعضاً أحياء وأمواتاً، قال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]، والمتحابون يناديهم الله تعالى: «أين المتحابون في جلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي فيقوم نُزَّاع القبائل فيجتمعون حتى يظلهم الله في ظله قيل: من هم نُزَّاع القبائل؟ قال: قوم لم يجتمعوا على حسب، ولا على سبب، ولا على نسب، وإنما جمعهم الحب في الله».




الكلمات المفتاحية

الفجر في الخصومة تحابا فيه وتفرقا عليه الصداقة حدود الصداقة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تنشب الخصومات بين الأصدقاء، بل وبين أفراد الأسرة الواحدة، فقد يكون هناك خلاف ما بين الزوجين أو بين الأخوين، أو الجيران، لكن إذا كان هذا الأمر معتادًا