إياك أن تيأس من عدم إجابة الدعاء، وتمسك به، وأعده مرات ومرات، واعلم أنه كلما ضاقت حلقاتها فُرجت لاشك، فقط عليك بإحسان الظن بالله عز وجل، وحينها ستجد أن الدعوة التى طال انتظارها أجيبت، ومن ثمّ إياك أن تتركها واعلم يقينًا أنها لن ترد، (ستدفع بلاء.. أو تدخر ليوم القيامة.. أو ترتب في السماء لتأتي أجمل مما كنت تتصور).
فما تمر به الآن، سوف يمر بكل تأكيد.. والذي نفسي بيده سوف تتبدل كل الأحزان إلى أفراح.. ولنعلم أن الابتلاء إنما يصلحنا ويجعلنا أقوى.. فيا من دعوت الله سرًا وجهرًا كن على يقين أن الله عز وجل سيصلح حالك، فقط انتبه إلى إشارات الله لك لأنه لا صدف في الحياة.. واستعد لفرحة تزفها لك ملائكة السماء.. فرحة مصدرها الله ولا علاقة لمخلوق بها .. فإن جبر الله وعوض الله إذا حل أدهشك.. فاستمر وألح في دعائك.
الإلحاح في الدعاء
للإلحاح في الدعاء فضائل لا يمكن حصرها، فقد روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء»، ويدل له ما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل»، إذن علينا ألا نتعجل الإجابة، فقد يبدلك الله بما تريده، بما يريده هو، وبالتأكيد ما يريده الله لك هو الأفضل والأعظم والأهم والأحسن.
ارض بما قسم الله لك تكن الأغنى بين الناس، ولا تيأس لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين، ونحن مؤمنون بإذن الله، فلا يمكننا اليأس أبدًا، فبقدر ذل العبد لربه وانكساره بين يديه، يكون جبره، وحصول مأموله، وطريق ذلك أن يستحضر جلال الرب تعالى وعظمته، وقدرته على كل شيء، لأنه بالفعل الذي يقول للشيء كن فيكون.
اقرأ أيضا:
من ثمار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المباركة.. افتح بها يومك بالخيرشروط إجابة الدعاء
من شروط إجابة الدعاء، الإلحاح فيه، فما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، قال تعالى: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ » (البقرة: 186)، لا إله إلا هو: « يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ » (الرحمن: 29).
ومن شروط إجابة الدعاء، أن يدعو المرء بالخير، وأن يحسن الظن بالله، وحضور القلب لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «وأعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبه لاهن »، وطيب المأكل كما في الحديث الذي رواه مسلم: «إن الله لا يقبل إلا طيبا ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له».
وأيضًا على المسلم أن يتجنب الاعتداء بالدعاء قال تعالى: « ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ » (الأعراف: 55).