أظهرت إحدى الدراسات، أنه حتى التحول إلى هذا النظام الغذائي في سن الستين يمكن أن يضيف سنوات إلى حياتك.

هناك عدد من العوامل التي تلعب دورًا عندما يتعلق الأمر بطول العمر، في حين أن بعضها ثابت، يمكننا تغيير البعض الآخر. وأحد هذه العوامل هو النظام الغذائي المعروف بتأثيره الكبير على صحتنا وعافيتنا بشكل عام.

ووفقًا للدكتورة شيرين قسام، أخصائي الصحة النباتية، فإنه يمكن لنظام غذائي معين أن يطيل متوسط العمر المتوقع بمقدار كبير، وأوصت باتباع نظام غذائي نباتي لطول العمر، مدعمة ذلك بالعديد من الدراسات.

وقالت قسام: "لقد عرفنا منذ عقود أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يؤثر إيجابًا على العمر والفترة الصحية (عدد السنوات التي نعيشها بصحة جيدة). من المفيد التفكير في أنماط نظام غذائي صحي بدلاً من الأطعمة الفردية التي تعزز طول العمر".

قائمة الأطعمة الصحية

ودعت خصوصًا إلى التركيز على الأطعمة التي تشكل الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والفول والمكسرات والبذور. ويعد الحصول على البروتين من المصادر النباتية بدلاً من المصادر الحيوانية جانبًا مهمًا في أي نظام غذائي طويل العمر.

وأشارت خصوصًا إلى ما تعرف بـ "المناطق الزرقاء" في العالم، والتي تشمل أوكيناوا في اليابان، وسردينيا في إيطاليا، ونيكويا في كوستاريكا، وإيكاريا في اليونان، ولوما ليندا في كاليفورنيا.

وذكرت أنه في هذه المناطق "يعيش الناس أطول حياة وأكثر صحة (...) حيث من المرجح أن تصل إلى 100 عام من العمر أكثر من أي مكان آخر في العالم"، لافتة إلى أن هذه المناطق تشترك في نظام غذائي أساسه نباتي في الغالب أو حصريًا، مع التركيز على استهلاك الفاصوليا كمصدر رئيسي للبروتين.

ماذا يقول البحث؟

قالت الدكتور قسام: "أكدت الدراسات الحديثة أن التحول إلى نظام غذائي نباتي أكثر في أي عمر هو أمر مفيد. السبب هو أن الأطعمة النباتية مليئة بالعناصر الغذائية المعززة للصحة مثل الألياف والبوليفينول والفيتامينات والمعادن ومئات من المواد الكيميائية النباتية التي تعمل معًا لتقليل مخاطر الأمراض المزمنة من خلال تعزيز صحة الأمعاء وتقليل الالتهاب وتحسين تنظيم الجلوكوز".

وأضافت "على سبيل المثال، أظهر تحليل عالمي كبير أن التحول إلى نظام غذائي نباتي أكثر من سن 20 عامًا يمكن أن يزيد متوسط العمر المتوقع بنسبة 10.7 عامًا لدى النساء و 13 عامًا عند الرجال".

وتابعت: "تبين أن أكبر المكاسب تحدث من خلال تناول المزيد من البقوليات (الإناث: 2.2 سنة ؛ الذكور: 2.5 سنة) ، الحبوب الكاملة (الإناث: 2.0 ؛ الذكور: 2.3 سنة) ، المكسرات (الإناث: 1.7 سنة ؛ الذكور: 2.0 سنة)".

وأشارت أخصائي الصحة النباتية إلى أنه "حتى التحول إلى نظام غذائي صحي قائم على النباتات في سن 60 عامًا كان من المتوقع أن يضيف سنوات إلى الحياة".

وأوضحت "وبالمثل في هذه الدراسة التي شملت أكثر من 300 ألف رجل وامرأة من برنامج المليون المخضرم في الولايات المتحدة، ارتبط اتباع نظام غذائي نباتي بتخفيض خطر الموت المبكر بنسبة 36 بالمائة".

الأطعمة التي لها تأثير معاكس

نصحت الدكتور قسام "بالمقابل، فإن الأطعمة التي ارتبطت باستمرار بزيادة مخاطر الوفاة المبكرة تشمل اللحوم الحمراء المصنعة وغير المصنعة، والسكريات الحرة (مثل الاستهلاك العالي للمشروبات المحلاة بالسكر) والوجبات الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الأطعمة فائقة المعالجة".

وحذرت من أن "هذا النوع من النظام الغذائي يفتقر إلى العناصر الغذائية الصحية الموجودة في الأطعمة النباتية ويعرضنا أيضًا للمواد الضارة، بما في ذلك العوامل المسببة للسرطان".

وأشارت إلى أنه "بشكل عام، ترتبط الأنظمة الغذائية الغنية باللحوم والأطعمة فائقة المعالجة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع 2 والسرطان والكبد الدهني والخرف، وكلها تقلل من العمر الافتراضي والمدة الصحية".