الحصول على جسم مثالي وقوام ممشوق أمنية كل الناس، لكن ذلك يتطلب في الواقع بذل جهد في إنقاص الوزن، واعتماد استراتيجية غذائية طويلة الأمد، إلا أن العلماء في نيوزيلندا وجدوا الحل أخيرًا بعد أن ابتكروا حبوبًا للتخسيس يمكن أن تفقد ما يصل إلى ربع وزن جسم الشخص بتكلفة لاتتجاوز دولارًا وأحدًا.

وتحدث موقع "ديلي ميل" إلى اثنين ممن استخدموا حبوب التخسيس - المعروفة باسم "كالوكرب" - وفقدا ما يقرب من 50 كيلوجرامًا من وزنهما، حتى إن أحدهما أصبح منافسًا في الترياتلون.

وتحتوي الحبوب الكابحة للشهية على عنصر نشط واحد فقط: أماراسات - وهو مستخلص نباتي مرير يحد من تناول الأكل، مما يدفع مستخدميها إلى تناول سعرات حرارية أقل. وفيما دعمت حكومة نيوزيلندا، أثنى علماء من الوكالات الصحية الممولة من دافعي الضرائب عليها باعتبارها أداة أساسية لفقدان الوزن.

كان هينو يانسن (40 عامًا) من نيوزيلندا مصابًا بمرض السكري ووزنه 170 كيلوجرامًا، ولم يكن يستطيع التوقف عن الأكل، على الرغم من الأطباء حذروه من التعرض لظروف صحية تهدد حياته إذا لم يغير سلوكه.

فوائد مذهلة  

وبعد استخدام الحبوب الكابحة للشهية، كشف أنه فقد أكثر من 42 كيلوجرامًا على مدار السنوات الثلاث التي استخدم فيها حبوب التخسيس، حتى أنه أصبح يتنافس الآن في سباقات الترياتلون والدراجات لمسافات طويلة.

وقالت ليز وذرسبون (61 عامًا)، وهي من نيوزيلندا، إنها استخدمت الحبوب الغذائية منذ عامين بعد أن سمعت عنه من صديق، وقد انخفض وزنها من 84 كيلوجرامًا إلى 60 كيلوجرامًا، حتى وصلت أخيرًا إلى الوزن المستهدف.

أصبحت الأدوية التي تذيب الدهون "ويجوفي" و" أوزمبيك" شائعة بين المشاهير والأشخاص العاديين على حد سواء، لكنها تتسبب في آثار جانبية مثل الغثيان والإسهال والصداع - مما يؤدي إلى التوقف عن تناول الأدوية لبضعة أسابيع فقط.

ويقول مطورو حبوب التخسيس الجديدة، إنها تمتلك نفس فوائد الأدوية الشهيرة، لكنها لاتحتوي على نفس الآثار الجانبية المماثلة، وهي متوفرة عبر موقع "أمازون"، بسعر 60 دولارًا مقابل 90 حبة 125 ملج. والجرعة القياسية هي حبتين في اليوم، ويمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن على المدى الطويل.

لكن الأمر ليس محل إجماع بين خبراء في إنقاص الوزن، إذ يقولون إن التجربة الأولية للحبوب الغذائية كانت صغيرة، ولم يتم قياس تأثيرها على فقدان الوزن على المدى الطويل. ونظرًا لأن الدواء مكمل، فهو أيضًا لم يخضع للموافقة التنظيمية الصارمة التي تمر بها الأدوية المنافسة.

واكتشف الدكتور إدوارد ووكر، كبير العلماء في مؤسسة "بلانت آند فود ريسيرش"، التي تمولها الحكومة النيوزيلندية، حبوب التخسيس الجديدة عندما كان يبحث هو فريقه عن علاجات جديدة لفقدان الوزن في عام 2010.

ووجد الباحثون في تجارب أجريت على الفئران، أن الطعم المر لمستخلص "أماراسات" يمكن أن يشير إلى الدماغ للتوقف عن الأكل ويساعد في كبح الشهية.

وأوضح الدكتور ووكر، أن استجابة الجسم التطورية للأطعمة المرة تساعد في كبح الشهية، مضيفًا: "إذا أصبت بشيء مرير للغاية، وقمت بوضعه بعيدًا عن معدتك في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة لديك (لن ترغب في تناول الطعام بعد الآن)".

مستخلص الأماراسات

وتمت تعبئة مستخلص "الأماراسات" في حبة ذات نكهة عادية تذوب عند تناولها في الجسم. ويتم إطلاقه عندما يصل إلى الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، حيث تفرز مستقبلات الذوق في الجهاز الهضمي هرمونات الأمعاء التي تخبر الجسم بالتوقف عن تناول الطعام.

وتعد هذه استجابة طبيعية مضمنة في الجسم بعد آلاف السنين من التطور لمنع الجسم من تناول البكتيريا الضارة.

قال الدكتور ووكر، إن استخدام المرارة كمثبط للشهية قد استخدم في جميع أنحاء العالم لعدة قرون. عندما تضرب المجاعة خلال العصور الوسطى، كان يستهلك الكثيرون النباتات المرة لتقليل مقدار ما يأكلونه، على سبيل المثال".

ووجدت دراسة كورية، نُشرت في عام 2014، أن المركبات المرة المشابهة لمستقبلات التذوق المنشطة الأماراسيت تزيد من إفراز "الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1"، مما يعطي الشخص شعورًا أكثر بالشبع.

وتوصلت دراسة إيطالية نُشرت في عام 2015 على 20 مشاركًا أن أولئك الذين تناولوا مركبًا مريرًا قبل تناول الطعام يحتاجون إلى 514 سعرًا حراريًا أقل للشعور بالشبع من أولئك الذين تناولوا دواءً وهميًا.

واستنتجت دراسة أسترالية أجريت عام 2019 على 27 رجلاً، أن أولئك الذين تناولوا طعامًا مريرًا قبل تناول الطعام أكلوا أقل، وأظهروا مستويات أعلى من إفراز "الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1".

ويُترجم هذا التأثير إلى تناول كميات أقل، وفقًا لدراسة بلجيكية نُشرت في عام 2017. وجد الباحثون أن الأشخاص الذين أفرزوا مستويات أعلى من هذه الهرمونات شعروا بالشبع بعد تناول وجبة تحتوي على 500 سعرة حرارية، وشعروا بالشبع لفترة أطول.

وقام مطورو الحبوب الجديدة بتجربتها على 20 رجلاً يتمتعون بوزن صحي في عام 2018، بهدف الحصول على نفس النتائج.

وأعطى الباحثون الرجال الذين صاموا طوال الليل إما كبسولة من حبوب التخسيس، أو دواء وهمي قبل 3.5 ساعة من تناول الوجبة. ووجدوا أن المشاركين الذين تناولوا مكمل "الأماراسات" تناولوا سعرات حرارية أقل بنسبة 18 في المائة من الآخرين. إلى جانب ممارية الرياضة، يمكن لأي شخص أن يرى نتائج جذرية، كما يأمل الدكتور ووكر.