الصداع النصفي أحد أكثر الأمراض انتشارًا في جميع أنحاء العالم، وهو اضطراب عصبي مزمن تتفاوت درجته بين المعتدلة إلى الشديدة من الصداع. لذا، إذا كنت تعاني من الصداع النصفي، فماذا تقول آخر الأبحاث حول أفضل خيارات العلاج وماذا يخبئ المستقبل؟

ما هو الصداع النصفي؟ 

الصداع النصفي ليس صداعًا عاديًا، إنه اضطراب عصبي وعائي، ويمكن أن يكون وراثيًا - مما يعني أنه إذا كان أحد الوالدينك أو كليهما يعاني منه، فمن المحتمل جدًا أن يصاب به أحد الأبناء أيضًا، وإن كان ليس السبب وراثيًا في كل الأحوال.


وفقًا لعيادة كليفلاند، يحدث الصداع النصفي عندما تطلق أعصاب معينة في الأوعية الدموية مواد ترسل إشارات الألم إلى الدماغ. ولم يفهم بعد سبب القيام بذلك، فهو أحد المجالات التي يتم فيها إجراء المزيد من الأبحاث حول العلاجات التي تهدف إلى منع إطلاق إشارات الألم هذه.

وأصبح البحث أكثر صعوبة، لأن هناك المئات من الأنواع المختلفة والاختلافات في أعراض الصداع النصفي، وأكثر من 200 اختلاف وراثي مختلف مرتبط بالصداع النصفي. لذا، فإن تحديد الأسباب الكامنة وأفضل علاج للصداع النصفي لكل حالة على حدة يشبه إلى حد ما العثور على إبرة في كومة قش.

وفي حين يعد الصداع النصفي فريدًا من نوعه، يقوم الباحثون بتحديد العوامل التي يبدو أنها تساعد أو تعيق أعراض الصداع النصفي. وفيما يلي مجموعة من أهم النصائح المدعومة من الأبحاث في مواجهة الصداع النصفي، وفق ما أوردت صحيفة "ذا صن":

1. البوتوكس

البوتوكس، ليس علاجًا فقط للتجاعيد. كما يمكن استخدامه لتقليل نشاط وتوتر عضلات الوجه والرأس والرقبة، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالصداع النصفي والصداع.

ويعتبر البوتوكس مفيدًا للصداع النصفي المزمن (الذي يستمر لأكثر من 15 يومًا في الشهر وثمانية منها على الأقل صداع الشقيقة)، ولكن لم يتم إثبات فعاليته في علاج الصداع النصفي العرضي الأكثر شيوعًا.

ويمكن أن يكون العلاج مفيدًا أيضًا إذا كان الصداع ناتجًا عن اضطرابات الفك - فهناك نوع من الصداع ناتج عن اضطراب الفك الصدغي الذي يؤثر على الفك، والذي لديه أيضًا استجابة جيدة للبوتوكس. 

وتستمر النتائج لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، ويمكن أن تساعد أيضًا من يعانون من "كسر حلقة" الصداع النصفي، بحيث يواجهون نوبات أقل بمرور الوقت. ويعد هذا الخيار العلاجي مفيدًا بشكل خاص في حالات الصداع النصفي المزمن، والذي يصعب إدارته بالأدوية وحدها.

اظهار أخبار متعلقة

2. الأجهزة القابلة للارتداء 

تمت الموافقة على أجهزة الصداع النصفي التي يتم ارتداؤها في مناطق مختلفة من الجسم (مثل الجبهة أو الرقبة أو الذراع أو الرأس)، والتي تعمل عن طريق توصيل نبضات كهربائية إلى الأعصاب التي يمكن أن تسبب الصداع النصفي الذي يغير الإشارات التي ترسلها الأعصاب إلى الدماغ واستجابة الدماغ. ويمكن دمج هذه الأجهزة معًا لأن لها آليات مختلفة.

يجري البحث دائمًا عن أدوية جديدة للمساعدة في الوقاية من الصداع النصفي وعلاجه، ولكن يمكن أن تكون هناك آثار سلبية لاستخدام الأدوية على المدى الطويل، بما في ذلك الآثار الجانبية والاعتماد عليها.

وإذا تمكنت من إيجاد طرق لتقليل حدوث الصداع النصفي وشدته من خلال مراقبة أنماط الصداع النصفي واختبار تأثير إجراء تغييرات على نمط حياتك، فسوف تقوم بتحسين صحتك العامة وكذلك تحسين الصداع النصفي لديك.

3. العلاج الضوئي

العلاج الضوئي هو علاج طبي يتم خلاله تعريض المرضى لضوء مصابيح فلورسنت أو مصابيح ثنائية باعثة للضوء (ليد). وتستخدم عادة أثناء علاجات الوجه، وهناك بعض الأدلة على أن العلاج بالضوء يمكن أن تقلل من آلام الصداع النصفي وتواتره.

وعلى وجه التحديد، يبدو أن العلاج بالضوء الأخضر يقلل من تأثير الإضاءة الأخرى على شبكية العين، والتي يمكن أن تكون محفزة جدًا للصداع النصفي الناجم عن حساسية الضوء.

وعلى الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث، فقد أبلغ الأفراد الذين جربوا العلاج الضوئي عن نتائج واعدة.

4. الوخز بالإبر 

هناك أدلة واعدة تظهر انخفاضًا في نوبات الصداع النصفي في الأشهر التالية لثقب الأذن (الجزء الأوسط الذي يبرز)، ولكن يبدو أن التأثير يتلاشى بمرور الوقت.

والبديل هو تجربة الوخز بالإبر في منطقة الدايث، وهي نقطة الوخز بالإبر التقليدية. وبهذه الطريقة يمكن إعادة تقديم العلاج عندما تبدأ الفوائد في التلاشي. 

5. نظارات تصفية الضوء الأزرق 

إذا كنت تستخدم الشاشات لفترات طويلة، يمكن أن تساعد نظارات مرشح الضوء الأزرق في تقليل تحفيز الضوء، ويمكن أن تساعد أيضًا في إيقاع الساعة البيولوجية وتساعد في النوم.

وعلى الرغم من أنها ليست حلاً مباشرًا للصداع النصفي ولن تساعد كثيرًا مثل النظارات الشمسية العادية إذا كنت تعاني من رهاب الضوء، وإذا كنت تقوم بإجراء تغييرات متعددة في نمط الحياة للمساعدة في علاج الصداع النصفي، فقد تكون نظارات تصفية الضوء الأزرق مفيدة لك. 

عادات نمط الحياة بفوائد مثبتة:

6. النظام الغذائي 

أفضل دليل حالي يدور حول تناول نظام غذائي متوازن والحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم. فقد شهد الكثير ممن يعانون من الصداع النصفي تحسنًا في حين كان نظام "الكيتو" الأفضل على الإطلاق، نظرًا لأن محتوى الكربوهيدرات المنخفض فيه كان جيدًا لمنع اليويوس في جلوكوز الدم الذي يمكن أن يؤدي إلى الصداع النصفي.

واتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات عالي الألياف مع استبدال الأطعمة المعالجة مثل الخبز الأبيض والبيتزا المجمدة بالكربوهيدرات الصحية مثل الخبز الكامل والبطاطا الحلوة يعد أمرًا رائعًا للصحة العامة وكذلك الصداع النصفي.

7. المكملات الغذائية 

مع الحياة المزدحمة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والانخفاض التدريجي في مستويات الفيتامينات في الطعام، قد يكون من الجيد استخدام المكملات الغذائية (استشر طبيبك أو أخصائي التغذية إذا كنت حاملاً أو تعاني من حالة صحية).

وهناك أدلة جيدة على فوائد الريبوفلافين (B2) والإنزيم المساعد Q10 والمغنيسيوم في علاج الصداع النصفي. ويحتاج المغنيسيوم إلى دمجه مع فيتامينات ومعادن أخرى من مجموعة B (B3 ، B6 والزنك) المعروفة باسم العوامل المشتركة لدخولها إلى مجرى الدم.

وتشمل المكملات الأخرى المقترحة أحيانًا للصداع النصفي، الميلاتونين والفيتامينات B6 و B9 و B12 وفيتامين E وفيتامين C ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حولها.

8. النوم 

الصداع النصفي هو اضطراب في الدماغ ويحتاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الدماغ إلى الكثير من النوم، نظرًا لأنه أثناء النوم، يكون الجهاز الجليمفاوي نشطًا ويقوم بترشيح السموم من الدماغ.

ويحتاج الشخص إلى الحصول على ثماني ساعات من النوم كل ليلة. وعند المعاناة من قلة النوم، يمكن زيادة الوقت الذي تقضيه في النوم تدريجيًا، حيث يجد الكثير من الناس أن الحصول فجأة على نوم أكثر من المعتاد هو السبب، لذا حاول التدرج. وإذا كان النوم يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لك، فعليك مراجعة معلوماتك الجصول على النوم الجيد بسهولة أكبر.

9. التمارين الرياضية

ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة الشدة؛ مثل المشي السريع مفيدة لمرضى الصداع النصفي، ولكن يجد بعض الناس أن التمارين الشاقة تحفزهم. وإذا كنت ترغب في القيام بمزيد من التمارين الشاقة كمصاب بالصداع النصفي، فيجب العمل بشكل تدريجي، للحفاظ على الحد الأدنى من التحفيز.

10. قضاء بعض الوقت في الطبيعة 

توصلت الأبحاث في العوامل المحفزة والعوامل الوقائية للصداع النصفي إلى أن الوقت الذي يقضيه الشخص بالخارج يساعد في تقليل نوبات الصداع النصفي. وفي الأشهر الأكثر دفئًا، يوصي غالبًا بتناول وجبات الطعام أو الاستراحة في الخارج. حيثما أمكن، اذهب للتنزه في بيئات أكثر طبيعية.

11. دعم الصحة النفسية والاسترخاء 

يمكن أن يتسبب التوتر في حدوث الصداع النصفي، لكنه للأسف جزء من الحياة ولا يمكن القضاء عليه، لذلك، نحن بحاجة إلى العمل على تقليل تأثيره علينا، وتفادي العوامل المتسببة فيه، مثل تغيير أنماط العمل أو التعامل مع المشكلات، عبر إيجاد طرق لمعالجة الضغوط - مثل الذهاب في نزهات لتصفية الذهن، أو كتابة المذكرات لمعالجة المشاعر والتفكير في مسببات التوتر، أو الحصول على علاج نفسي.

12. المنشطات

إذا كنت تعاني من الصداع النصفي وكذلك اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن الأدوية المنشطة (الأمفيتامينات) المستخدمة أحيانًا للتحكم في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمكن أن تكون مفيدة أيضًا للصداع النصفي.

ويمكن أن تكون المنشطات مفيدة أيضًا إذا كنت تعاني من الاكتئاب أو التعب المزمن وكذلك الصداع النصفي.

13. المسكنات 

يمكن للمصابين بالصداع النصفي أن يحصلوا على كثير من الأدوية، والتي يمكن أن يسبب استخدامها على المدى الطويل آثارًا جانبية غير مرغوب فيها بما في ذلك التبعية، ويمكنها حتى إعادة تحفيز الصداع النصفي.

لهذه الأسباب، ليس من المثالي استخدام هذه الأنواع من الأدوية بشكل مستمر. من المرجح أن تفيد مجموعة من التغييرات في نمط الحياة والعلاجات التكميلية الحالة الصحية وتساعد على الحد من الصداع النصفي للدرجة التي تجعل الشخص أقل اعتمادًا على المسكنات.