ابتكر العلماء طريقة للكشف عن علامات مرض الزهايمر من خلال اختبار دم بسيط وغير مكلف، بقدرة عالية جدا تتجاوز 85 في المائة، للكشف عن علامات المرض دون استخدام التشخيص الوظيفي وأخذ عينات من السائل الدماغي النخاعي.

الاختبار الجديد المسمى (SOBA)، الذي طوره علماء من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والسويد وإيطاليا، يكتشف التكتلات السامة من "الأميلويد بيتا" في الدماغ، وهو اختبار رخيص وسهل يمكن أن يساعد الملايين على بدء علاج الزهايمر في مراحل مبكرة جدًا.

ثلاث علامات مميزة للمرض

ولتشخيص مرض الزهايمر، يبحث العلماء عن ثلاث علامات مميزة للمرض: تراكم غير طبيعي للويحات في الدماغ وكذلك التنكس العصبي، وهي العملية التدريجية التي تفقد فيها الخلايا العصبية وظيفتها وتموت.

وشرع الباحثون في إجراء اختبار دم قادر على اكتشاف تلف الخلايا العصبية الخاص بالدماغ لقياس التنكس العصبي، وهو علامة موثوقة للمرض. وفي حين كانت النتائج المبكرة واعدة، لم يكشف الباحثون عن موعد تطبيق الاختبار الجديد.

لكن النتائج التي نُشرت في مجلة "برين" تتيح الاكتشاف المبكر لعلامات المرض وهو عامل أساسي في إبطاء تدهور الذاكرة.

وقال الدكتور توماس كاريكاري، كبير المؤلفين وأستاذ الطب النفسي في جامعة بيتسبرج: "في الوقت الحالي، يتطلب تشخيص مرض الزهايمر تصويرًا عصبيًا. هذه الاختبارات باهظة الثمن وتستغرق وقتًا طويلاً لجدول زمني، والكثير من المرضى، حتى في الولايات المتحدة، لا يمكنهم الوصول إلى أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وأجهزة التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. إمكانية الوصول هي قضية رئيسية".

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

طريقة غير مكلفة 

وعادة ما يتم تشخيص مرض الزهايمر عن طريق التصوير العصبي وتحليل السائل الدماغي الشوكي الذي يتم جمعه في البزل القطني، ويسمى أيضًا البزل النخاعي.

لكن عمليات مسح الدماغ باهظة الثمن ويمكن أن تستغرق وقتًا طويلاً لجدولتها، بينما يكون البزل النخاعي غازيًا ومؤلمًا في بعض الأحيان.

وبشكل عام، فإن أفضل مؤشر على موت الخلايا العصبية والذي يمكن للعلماء الحصول عليه من بلازما الدم هو قياس كمية البروتين التي تسمى السلسلة الضوئية للخيوط العصبية (NfL).

لكن ذلك ليس الطريقة القياسية الأكثر مثالية، لأنه غير قادر على التفريق بين مرض الزهايمر وأمراض الخرف الأخرى بسبب زياداته في مجموعة واسعة من الاضطرابات العصبية التنكسية، وفقًا للباحثين.

وبالتالي، يفتقر مجال أبحاث الخرف حاليًا إلى علامة حيوية للدم تم تغييرها على وجه التحديد نتيجة للتغيرات التنكسية العصبية من نوع الزهايمر.

ويستهدف اختبار الدم الذي تم تطويره حديثًا بروتينًا يسمى "تاو المشتق من الدماغ" (BD-tau) والذي لا يمكن اكتشافه فقط في اختبارات الدم ولكنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتنكس العصبي المرتبط بالزهايمر في السائل النخاعي.

وتطابق مستويات بروتين تاو في دم مرضى الزهايمر تلك الموجودة في عينة السائل الدماغي الشوكي، ويمكن أن تميز مرض الزهايمر عن الأمراض التنكسية العصبية الأخرى مثل باركنسون وأمراض الخرف الأخرى.

قال الدكتور كاريكاري: "إن أهم فائدة للمؤشرات الحيوية في الدم هي تحسين حياة الناس وتحسين الثقة السريرية والتنبؤ بالمخاطر في تشخيص مرض الزهايمر".

وتتوافق المستويات المرتفعة من يروتين تاو في الدم أيضًا مع شدة لويحات الأميلويد وتشابكات تاو في الدماغ، مما يثبت أن البروتينات يمكن أن تكون مقياسًا موثوقًا للأمراض العصبية.

وأضاف الدكتور كاريكاري: "اختبار الدم أرخص وأكثر أمانًا وأسهل في الإدارة ، ويمكن أن يحسن الثقة السريرية في تشخيص مرض الزهايمر واختيار المشاركين للتجارب السريرية ومراقبة المرض".

ويتميز مرض الزهايمر، وهو مرض تنكسي عصبي مزمن، بفقدان الاتصال بين الخلايا العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى فقدان الوظيفة وموت الخلايا.

وفي الدماغ المصاب بمرض الزهايمر، تتجمع المستويات غير الطبيعية لبعض البروتينات التي تحدث بشكل طبيعي معًا لتشكيل لويحات تتجمع بين الخلايا العصبية وتعطل وظيفة الخلية.

ووفقًا للتقديرات الحالية لمنظمة الصحة العالمية، فإن مرض الزهايمر وأشكال أخرى من خرف الشيخوخة، تؤثر على ما يقرب من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم اليوم، وبحلول عام 2030، قد يرتفع عددهم إلى 75 مليونا، إلى جانب الأزمات القلبية والسكتات الدماغية، ولطالما كانت هذه المشاكل أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في دول العالم الأول.