يعرف كثير من الناس الصداع النصفي، وصداع التوتر، لكن هناك نوعًا آخر من الصداع أقل انتشارًا وإن كان أشد ألمًا، هو الصداع العنقودي، والذي يتسبب في معاناة شديدة من الألم في إحدى العينين أو خلفها أو حولها، ومن الممكن أن ينتشر ليصل إلى مناطق أخرى من الوجه والرأس والرقبة.

وفي حين أن الصداع العنقودي، والذي يمكن أن يستمر لعدة أيام أو حتى أسابيع متتالية، هو أكثر شيوعًا لدى الرجال منه لدى النساء، فإن دراسة جديدة تشير إلى أنه قد يكون أكثر ألمًا بالنسبة للنساء، بحسب النتائج التي نشرتها "مجلة طب الأعصاب"، المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب.

ويقول الخبراء، إن الصداع العنقودي يحدث في مجموعات، وتستمر النوبة في المرة الواحدة ما يقرب من ساعة إلى ثلاث ساعات، في المتوسط. وقد يحدث من يوم لآخر إلى عدة مرات في اليوم، ويتبع ذلك فترات تعافٍ قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات.

وتوضح الورقة البحثية: "بالنسبة للعديد من المرضى، يمكن أن تظهر نوبة عنقودية خلال فترة معينة من العام بينما تتكرر نوبات الصداع بانتظام في في نفس الوقت من اليوم".

اظهار أخبار متعلقة

النساء أكثر عرضة لنوبات الصداع العنقودي

ووفقًا للدراسة، فقد كانت النساء أكثر عرضة لمثل هذه الهجمات أكثر من الرجال، إذ قالت 8 في المائة من النساء إن نوبات الصداع التي تعرضن لها استمرت في المتوسط من أربعة أشهر إلى سبعة أشهر، مقارنة بـ 5 في المائة من الرجال.

علاوة على ذلك، فإن 18 في المائة من النساء في الدراسة - مقابل 9 في المائة من الرجال - عانين من صداع عنقودي مزمن - يُعرَّف بأنه نوبات صداع عنقودية متكررة لمدة عام أو أكثر دون انقطاع، أو قد يمرون بفترات راحة تدوم أقل من ثلاثة أشهر.

وقالت أندريا سي بيلين، مؤلفة الدراسة والباحث الكبيرة، وقائدة المجموعة في قسم علم الأعصاب في معهد كارولينسكا بستوكهولم بالسويد في بيان صحفي: "لا يزال الصداع العنقودي غالبًا ما يتم تشخيصه بشكل خاطئ عند النساء، ربما لأن بعض الجوانب يمكن أن تكون مشابهة للصداع النصفي".

وأضافت أنه في حين أن نسبة الرجال إلى النساء الذين يعانون من الصداع العنقودي قد تغيرت على مر السنين، إلا أنه لا يزال يعتبر اضطرابًا يصيب الرجال بشكل أساسي، مما يجعل من الصعب على النساء اللواتي يعانين من أعراض أكثر اعتدالًا الحصول على التشخيص.

وتابعت: "من الممكن أن يساهم ذلك في ارتفاع معدل الإصابة بالصداع العنقودي المزمن لدى النساء".

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

الاختلافات الكبيرة بين الذكور والإناث 

ويقول الباحثون إن الاختلافات الكبيرة بين الذكور والإناث في كيفية ظهور الصداع العنقودي يجب أن تؤخذ في الاعتبار في وقت التشخيص وعند اختيار خيارات العلاج بحيث يمكن إعطاء العلاج الأكثر فعالية في أسرع وقت ممكن.

واشتملت الدراسة على 874 شخصًا، يبلغ متوسط أعمارهم حوالي 50 عامًا، تم تشخيص إصابتهم بالصداع العنقودي. وكان ثلثا المشاركين من الذكور، أجابوا على استبيان مفصل حول الأعراض والأدوية ومسببات الصداع وعادات نمط الحياة.

وبناءً على ردود المشاركين في الدراسة، اكتشف الباحثون أن النساء كن أكثر عرضة بشكل ملحوظ للإصابة بنمط يومي من نوبات الصداع العنقودي، مع بداية الصباح الباكر وتقليل وقت النوم الإجمالي.

وكانت النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بتدلي الجفون، والأرق، وكان على الأرجح لديهن فرد من العائلة لديه تاريخ من الصداع العنقودي.

ووجد الباحثون أيضًا أن عدد الذكور الذين استخدموا العلاج بالأكسجين والأدوية الوقائية أقل بكثير من الإناث: 47.7 في المائة مقابل 60.2 في المائة.

وكانت النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع العنقودي الناجم عن مسببات الصداع النصفي المعروفة، مثل الإجهاد وتغيرات الطقس والحرمان من النوم - كما كانت النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي أيضًا.

وقال الباحثون، وفقًا لوكالة "يو بي آي"، إن الكحول كمحفز للصداع العنقودي يحدث بشكل متكرر عند الذكور أكثر من الإناث، 54 في المائة مقابل 48 في المائة، بينما قلة النوم التي تسبب النوبة كانت أكثر شيوعًا عند الإناث، 31 في المائة مقابل 20 في المائة.

لكن الباحثين اعترفوا بأن أحد قيود دراستهم هو أن المعلومات تم الإبلاغ عنها ذاتيًا من قبل المشاركين، الذين ربما لم يتذكروا كل شيء بشكل صحيح.