على غير ما تشتهر به من كونها تتسبب الزيادة في الوزن وتزيد خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، توصلت دراسة حديثة إلى أن البطاطس تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الأساسية، ولا تساهم فعليًا في الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.

استندت النتائج إلى دراسة أجراها مركز مركز بنينجتون للأبحاث الطبية الحيوية في باتون روج بولاية لويزيانا الأمريكية.

وقالت الأستاذة في المركز كانديدا ريبيلو: "لقد أثبتنا أنه خلافًا للاعتقاد السائد، لا تؤثر البطاطس سلبًا على مستويات الجلوكوز في الدم. في الواقع، فقد الأفراد الذين شاركوا في دراستنا الوزن".

علاوة على ذلك، وجد العلماء في جامعة إديث كوان في أستراليا أن المشكلات الصحية المرتبطة بالبطاطس قد تكون في الواقع مرتبطة بكيفية تحضير الناس لها وتناولها، وأنه في حال غليها، "لن تعد مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري".

في غضون ذلك، اكتشف العلماء في جامعة آدم ميكيفيتش في بوزنان ببولندا مركبات نشطة بيولوجيًا تسمى "جليكوالكالويد" الموجودة في البطاطس يمكن أن يكون لها القدرة على علاج السرطان.

وفيما يلي بعض الطرق الأخرى للحصول على فوائد البطاطس، وفق ما أوردت صحيفة "ذا صن":

قشرة البطاطس 

تقول بيكي جراهام، أخصائية التغذية: "تذكر دائمًا أن معظم التغذية تأتي من الجلد. البطاطس ذات القشرة هي أفضل صديق لك، لذا توقف عن تقشيرها. تحتوي البطاطس على فيتامينات ومعادن أساسية، بما في ذلك ما يقرب من 30 في المائة من الكمية اليومية الموصى بها من الفيتامينات ج و ب6 بالإضافة إلى البوتاسيوم والمنجنيز والمغنيسيوم والفوسفور والنياسين (ب 3، الذي يساعد الجسم على تحويل الطعام إلى طاقة) وحمض الفوليك ( ب 9).

ويعد فيتامين ج هو أحد مضادات الأكسدة والبطاطس التي تحتوي على المزيد من مضادات الأكسدة في شكل مركبات الفلافونويد والكاروتينات والأحماض الفينولية.

"مضادات الأكسدة ضرورية للمساعدة في التخلص من الجذور الحرة (الجزيئات غير المستقرة التي يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا) في الجسم، والتي يتم إنشاؤها نتيجة لعمليات الجسم الطبيعية وكذلك النظام الغذائي والضغط والتدخين والكحول والتمارين الرياضية والأدوية والملوثات. بمرور الوقت، إذا بدأت في التراكم، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالأمراض، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية".

لكن ليست كل البطاطس متشابهة. قالت بيكي: "ستحصل على المزيد من الفوائد الغذائية من البطاطا الحلوة والأرجوانية. بشكل عام، كلما كانت الفاكهة والخضار غنية بالألوان، زاد تركيز العناصر الغذائية".

البطاطس والبكتيريا الجيدة 

تعد البكتيريا "الجيدة" في الجهاز الهضمي - أمرًا حيويًا للصحة العقلية والبدنية بشكل عام، ويمكن أن تساعد البطاطس في هذه الناحية.

وفقًا لخبيرة التغذية، "تحتوي البطاطس على نشا مقاوم لا يتفككه الجسم أثناء الهضم ويمكن أن يصل إلى الأمعاء الغليظة سليمًا. نشا المقاومة هو مادة حيوية، مما يعني أنه يمكن استخدامه كوقود لتغذية البكتيريا المفيدة. ينتج عن ذلك أحماض دهنية قصيرة السلسلة مثل الزبدات، والتي توفر مصدر طاقة للخلايا في الأمعاء الغليظة".

وتم اكتشاف وجود علاقة بين الزبدات وإدارة الالتهاب والحفاظ على صحة الأمعاء. "لزيادة مقاومة النشا إلى الحد الأقصى، اصنع سلطة البطاطس واحفظها في الثلاجة. يزداد المحتوى مع برودة البطاطس"، كما تنصح جراهام.

التحكم في الشهية 

في محاولة لانقاص الوزن؟ يمكن أن تساعد البطاطس بشكل كبير في التحكم في الشهية.

قالت جراهام: "إنها تحتوي على الألياف التي تساعدنا على الشعور بالشبع. كما أنها منخفضة السعرات الحرارية وخالية من الدهون تقريبًا بحوالي 0.1 جرام لكل 100 جرام". لكن "هذا لا يمتد إلى رقائق البطاطس، لأنها عادة ما تكون مقلية بعمق في الزيوت التي تصطدم بالدهون والسعرات الحرارية، لذا التزم بالسلق أو الخبز إذا كنت تراقب الوزن".

البطاطس غنية بالبوتاسيوم

سابا ستون، أخصائية تغذية قالت: "تحتوي البطاطس متوسطة الحجم على 40 في المائة من البوتاسيوم أكثر من موزة متوسطة".

والبوتاسيوم هو إلكتروليت يدعم وظيفة الأعصاب والعضلات، كما أنه يلغي آثار الصوديوم في رفع ضغط الدم. و"تشير الدراسات إلى أنه قد يعزز النوم الجيد ليلاً، لذلك من الجيد تضمين بعض البطاطس الصغيرة المطبوخة على البخار أو البطاطس المخبوزة متوسطة الحجم مع العشاء"، بحسب ستون.

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

النشا الطيبة

البطاطس مفيدة للحفاظ على الطاقة بفضل محتواها من النشا.

قالت ستون: "النشا هو نوع من الكربوهيدرات يتحلل إلى جلوكوز ويوفر طاقة سريعة للجسم لاستخدامها، لذا فإن البطاطس مصدر جيد للسعرات الحرارية إذا كانت هناك حاجة لوجبة سريعة والشبع".

يميل النشا إلى أن يكون المصدر الرئيسي للكربوهيدرات، لكن لا تفرط في تناوله - يجب تضمينه كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن. يمكن أن يؤدي تناول الكثير من الكربوهيدرات إلى زيادة الوزن وحوادث السكر.

كيف نأكلها؟

قالت ستون: "إنها مناسبة للميزانية، ومتعددة الاستخدامات للغاية ولها مدة صلاحية جيدة، شريطة أن يتم تخزينها في مكان بارد ومظلم وجاف".
وتنصح بتخزينها في كيس ورقي بني - ستستمر لفترة أطول بكثير مما لو كانت في البلاستيك"، لكن يجب الوضع في الاعتبار أن طريقة الطهي أمر بالغ الأهمية إذا كنت ترغب في الحصول على فوائدها الصحية.

تابعت ستون: "البطاطس يمكن أن تكون إضافة صحية لنظام غذائي متوازن إذا تم طهيها على البخار أو غليها أو خبزها وأكلها بقشرتها. لا تضع عليها الجبن أو الصلصات الغنية بالكريمة. بدلاً من ذلك، قم برشها بزيت الزيتون وضمنها الزبادي اليوناني بالأعشاب والثوم".