من أجل مساعدة الجراحين في العثور على خلايا سرطان الرئة وإزالتها، وتجنب الأنسجة السليمة، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقار "يضيء" خلايا سرطان الرئة لتسهيل الكشف عنها.

تمت الموافقة على العقار المعروف باسم "سيتالوكس"، لأول مرة من قبل إدارة الأغذية والعقاقير في نوفمبر 2021 للمساعدة في اكتشاف سرطان المبيض أثناء الجراحة، قبل أن يتم الموافقة على استخدامه الجمعة للكشف عن خلايا سرطان الرئة. فيما يشير الباحثون إلى إمكانية تحسين نتائج الآلاف من مرضى سرطان الرئة.

تحديد مكان أنسجة الرئة السرطانية

وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إن "سيتالوكس"، الذي يُعطى كحقنة في الوريد للبالغين قبل الجراحة، مصمم لتحسين القدرة على تحديد مكان أنسجة الرئة السرطانية التي يصعب عادةً اكتشافها أثناء الجراحة.

في دراسة السلامة والفعالية، من بين 110 من مرضى سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة الذين تلقوا جرعة من "سيتالوكس" وتم تقييمهم تحت كل من الضوء العادي وضوء الفلوريسنت أثناء الجراحة، قالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إن 24 في المائة لديهم آفة سرطانية واحدة على الأقل تم اكتشافها ولم يتم ملاحظتها عن طريق الفحص البصري القياسي أو عن طريق اللمس.

وأشارت إدارة الغذاء والدواء إلى أن "سيتالوكس" تلقى تصنيف مراجعة ذات أولوية على ضوء هذا المؤشر الجديد. ووفقُا للتقديرات الوطنية لجمعية السرطان الأمريكية، فإنه سيتم تسجيل أكثر من 236 ألف حالة إصابة جديدة بسرطان الرئة وأكثر من 130 ألف حالة وفاة بسبب هذا المرض في عام 2022، "مما يجعله أكثر أنواع السرطان فتكًا".

تم تطوير "سيتالوكس" من قبل شركة "أون تارجت لابوراتوريوس"، وهي شركة خاصة للتقنية الحيوية مقرها في مدينة ويست لافاييت بولاية إنديانا. وابتكر التقنية فيليب إس لو، الباحث الرئاسي في جامعة بيرديو لاكتشاف الأدوية، وأستاذ الكيمياء المتميز رالف سي كورلي في كلية العلوم.

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة

قال لو: "سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة هو أحد أكثر السرطانات فتكًا. العلاج الوحيد المطلق لسرطان الرئة هو إزالة جميع الأنسجة الخبيثة من المريض جراحيًا. إذا انتشر، فهو قاتل بشكل عام".

وأضاف، وفقًا لوكالة "يو بي آي": "لم نكن فقط أول صبغة فلورية تستهدف الورم وتوافق عليها إدارة الغذاء والدواء، ولكننا طورنا صبغة ثانية قريبة من كعبها. ونعمل أيضًا على صبغات فلورية أخرى تستهدف الأورام لاستهداف العديد من الأنواع الأخرى من السرطان".

وفي حين أنه من المهم إزالة جميع الأنسجة الخبيثة، إلا أنه من الصعب التمييز بين الأنسجة السرطانية والأنسجة السليمة في هذا النوع من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، وهو منتشر بطبيعته، كما قال لوف.

وفقًا لـ لو، فإن "سيتالوكس" "يستغل الكيمياء الفريدة للخلايا السرطانية" لإضاءة الأورام. تنقسم الخلايا السرطانية بسرعة، أسرع بكثير من الخلايا الطبيعية، وللقيام بذلك، فإنها تحتاج إلى كمية كبيرة من حمض الفوليك، وهو نوع من فيتامين ب.

وبعد أن يتم إعطاؤه عن طريق الوريد للمريض قبل الجراحة، يقوم "سيتالوكس" بوضع علامة على مركب الفولات بصبغة فلورية - لذلك تلتقط الخلايا السرطانية حمض الفوليك، ولكن ينتهي بها الأمر أيضًا مع الصبغة. أثناء الجراحة، تضيء هذه الخلايا تحت ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة.

وأوضح لو كيف يعمل الدواء في فيديو على يوتيوب عندما تمت الموافقة على "سيتالوكس" لأول مرة من قبل إدارة الغذاء والدواء قبل عام. وهو لا يسمح الدواء للجراح برؤية السرطان فحسب، بل قد يساعد الجراحين أيضًا على تجنب إزالة الأنسجة السليمة.

غير أن له آثار جانبية تشمل الغثيان والقيء وآلام البطن والاحمرار وعسر الهضم وانزعاج الصدر وردود الفعل التحسسية. وتشير شركة التكنولوجيا الحيوية إلى المشكلات المحتملة في استخدامها.

"قد تحدث أخطاء مع استخدام "سيتالوكس". في بعض الأحيان قد تضيء الخلايا حتى لو لم تكن سرطانية أو قد لا تضيء الخلايا السرطانية. أيضًا، قد تضيء الخلايا غير السرطانية من مناطق أخرى، مثل مناطق من الأمعاء والكلى والعقد الليمفاوية والرئتين والأنسجة الملتهبة".

قالت الشركة المطورة أيضًا للعقار، إن حمض الفوليك قد يقلل من اكتشاف الأنسجة السرطانية باستخدام "سيتالوكس". لذلك، يجب على المرضى التوقف عن تناول الفولات أو حمض الفوليك أو المكملات التي تحتوي على حمض الفوليك قبل 48 ساعة من تناول الدواء.

وقال لو إنه وفريقه يواصلون تطوير عوامل التصوير لتسهيل اكتشاف الأورام السرطانية وإزالتها.

ويُجري لو بحثه كجزء من مركز بوردو لأبحاث السرطان ، وهو واحد من سبعة مراكز مختبرية علمية أساسية للسرطان معترف بها من قبل المعهد الوطني للسرطان ، وهو جزء من المعاهد الوطنية للصحة.

ويشير إلى أن أكثر من 110 باحثين يدرسون السرطان على المستوى الخلوي في مركزه.