أوشك العلماء على اكتشاف السبب وراء تعرض النساء للإصابة بالخرف أكثر من الرجال، إذ وجدوا أن التغييرات التي تحدث أثناء انقطاع الطمث تزيل البروتين الذي يسبب التهابًا في الدماغ.
وأظهرت الاختبارات التي أجريت على أدمغة مرضى الزهايمر أن مستويات البروتين - المعروف باسم (سي 3) - كانت أعلى بست مرات في أدمغة النساء المصابات بمرض الزهايمر مقارنة بالرجال.
ويعمل الإستروجين كمضاد طبيعي للالتهابات، ويعتقد أنه يلعب دورًا في مكافحة (سي 3). بينما ترتفع مستويات هرمون الجنس عند الرجال مع تقدمهم في السن، ينخفض هرمون الإستروجين بشكل حاد عند النساء أثناء انقطاع الطمث.
اظهار أخبار متعلقة
علاقة سن اليأس بالإصابة بمرض الزهايمر
يأتي هذا مع تزايد الأدلة حول دور سن اليأس في الإصابة بمرض الزهايمر. إذ تشير الإحصاءات إلى أن حوالي ثلثي مرضى الخرف في الولايات المتحدة البالغ عددهم 5.8 مليون من النساء. النسبة نفسها في المملكة المتحدة.
ومرض الزهايمر يفقد المصابين به القدرة على تذكر الأحداث والمشي، وحتى إطعام أنفسهم في مراحل لاحقة. ولا توجد حاليًا أدوية يمكنها عكس آثارا- على الرغم من أن دواءً على أعتاب الموافقة أظهر أنه يبطئ الحالة في التجارب.
وفي أحدث دراسة نشرت في دورية "ساينس أدفانسيز"، أجرى الخبراء فحصًا على عقول 40 رجلاً وامرأة. وتم تقسيمهم بالتساوي حسب الجنس، وكان نصفهم من الأشخاص الذين ماتوا بسبب مرض الزهايمر.
وكشفت الاختبارات عن 1449 نوعًا مختلفًا من البروتينات في الدماغ تتشكل مع تقدم العمر - تم ربط العديد منها بالفعل بمرض الزهايمر، بما في ذلك (سي 3).
تؤدي البروتينات المكملة - مثل (ٍسي 3) - إلى حدوث التهاب في الخلايا للمساعدة في مكافحة العدوى. ومع ذلك ، يمكن أن تتفاعل مع أكاسيد النيتريك ، مكونة نوعًا "معدلًا" من المكملات التي يمكن أن تسبب "عاصفة" في الجسم - مما يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
انخفاض هرمون الاستروجين لدى النساء
عادة، يتم التخلص من البروتينات المعدلة بواسطة هرمون الاستروجين الجنسي. لكن العلماء يرجحون أن انخفاض مستوياته لدى الإناث بعد انقطاع الطمث يزيل هذه الحماية.
وأظهرت الدراسات السابقة، أنه بالإضافة إلى إثارة الالتهاب، يمكن للبروتينات المعدلة في الدماغ تنشيط الخلايا المناعية في العضو - المسماة الخلايا الدبقية الصغيرة.
وهذه الخلايا تهاجم وتدمر المشابك العصبية على الخلايا العصبية، وتوقف الاتصال بين الخلايا. في مرض الزهايمر، يعاني المرضى من خسارة كبيرة في المشابك العصبية.
وكشفت الأبحاث السابقة التي أجريت على خلايا المخ البشري في المختبر أيضًا أن خفض مستويات هرمون الاستروجين أدى إلى ارتفاع مستويات بروتين (ٍسي 3) المعدل.
قال الدكتور ستيوارت ليبتون، خبير الطب الجزيئي في معهد أبحاث سكريبس بكاليفورنيا: "تشير نتائجنا الجديدة إلى أن التعديل الكيميائي لأحد مكونات النظام التكميلي يساعد في دفع مرض الزهايمر. قد يفسر هذا، جزئيًا على الأقل، سبب تأثير المرض في الغالب على النساء".
وأضاف، وفقٌا لصحيفة "ديلي ميل": "لماذا تزداد احتمالية إصابة النساء بمرض الزهايمر كان لغزًا منذ فترة طويلة، لكنني أعتقد أن نتائجنا تمثل جزءًا مهمًا من اللغز الذي يفسر ميكانيكيًا الضعف المتزايد للنساء مع تقدمهن في السن".