حياة المجتمعات وازدهارها مرهون بإشاعة الحب ودفع التباغض.. وهذا هو الدليل
بقلم |
محمد جمال حليم |
الاربعاء 30 يوليو 2025 - 03:11 م
تتنوع صفات الأخلاقية البشر كما تتنوع صفاتهم الخلقية.. فمنهم الشجاع ومنهم الجبان ومنهم السخي ومنهم البخيل ومنهم من يحب الخير للناس ويتودد إليهم ومنهم من يغضهم ويكرههم ويتمنى إيقاع الضرر بهم من أجل تحقيق مصالحه.
توجيهات الإسلام لحياة المجتمعات:
وهذه الصفة الأخيرة من الأهمية بمكان لأنه يترتب على الحب إشاعة الود والتعاون والتفاعل الإيجابي وسريان الروح في المجتمعات، وبعكس يحل البغض وتسيطر الأنانية والأثرة وحب الإنسان لنفسه وهي بيئة طاردة لكل معاني الخير لهذا أوصى الإسلام اتباعه بالحب في الله وأرشدهم للتناغم والتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.
وقد اشتملت آيات القرآن الكريم على هذا المعنى محذرًا سبحانه وتعالى من كيد الشيطان الرجيم الذي يريد أن يشيع البغضاء والكره بين الناس، قال تعالى: {إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}(المائدة:91).
التباغض سبب تدمير المجتمعات:
كما بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أهمية الحب في الله ووسائله وأنه سببا في دخول الجنة فقال: (والّذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، ألا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه، تحاببتم؟ أفشوا السّلام بينكم)(أخرجه مسلم)، وحذر في الوقت نفسه من التباغض والتحاسد وغيرها من وسائل الكراهية فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (إيّاكم والظّنّ؛ فإنّ الظّنّ أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا)، وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيّام).
تحذير نبوي من التباغض والتحاسد:
وتوالت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تظهر خطورة التباغض بين الناس وأثره على المجتمعات فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (سيصيب أمّتي داء الأمم، فقالوا: يا رسول الله وما داء الأمم؟ قال: الأشر والبطر والتّكاثر والتّناجش في الدّنيا والتّباغض والتّحاسد حتّى يكون البغي).
إفشاء السلام وأثره في دفع الكراهية والتباغض بين الناس:
ومن أهم وسائل دفع التباغض والكراهية بين الناس إفشاء السلام فعن الزّبير بن العوّام- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (دبّ إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشّعر، ولكن تحلق الدّين، والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، أفلا أنبّئكم بما يثبت ذاكم لكم؟ أفشوا السّلام بينكم).
