ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "لماذا لا يستجيب الله دعائي عندما أدعو بالستر وبالصحة والكلام العام الذي يخص الدنيا والآخرة، أما إذا دعوت بشيء محدد فيحدث العكس، حتى شعرت أن ربنا لا يريدني، وحاليًا توقفت عن الدعاء والتسبيح.. ماذا أفمل؟".
وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
لا يجوز للعبد عندما يدعو الله أو يسبحه أن يدخل في الدعاء كأنه يختبر الله، "أنني فعلىت كذا، فلماذا لا تفعل كذا؟"، فالله-سبحانه وتعالى- "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ"، فلا إجبار له "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ".
كما أن الله-سبحانه وتعالى-علمنا وأرشدنا إلى ان الدعاء إذا كان ببر وليس بإثم وكان مطعم الانسان ومشربه من حلال فإن هذا الدعاء يستجاب، لما ورد في الحديث عَنْ أبي هريرة أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ:" يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي، فَلم يسْتَجبْ لِي". متفقٌ عَلَيْهِ.
لكن الإشكال دائمًا وأبدًا ان الإنسان يكون حاصرًا فكرة استجابة الدعاء على شيء معين، "أنا دعوت الله أن يرزقني بالمال فإذا لم يأت أظن أن الدعاء لم يستجب"، لكن هذا خطأ، لأن الأصل أننا نلجأ إلى الله، ثم يدبر لنا سبحانه ما يراه، حتى إن أهل الله كانوا يقولون عندما يدعو الإنسان عليه ان يقول، "اللهم دبر لنا فإننا لا نحسن التدبير"، وعلى العبد ان يترك التدبير لله سبحانه وتعالى.
فأنت دعوت بشيء ربما يتحقق، وقد يكون القدر أن هناك مكروهًا يصيبك، وربما كان مكروهًا كبيرًا فيأتي الدعاء ويرده، وهذا وجه استجابة، مصداقًا للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يرد القضاء إلا الدعاء".
أما الصورة الأخرى، فهو أن ربنا يدخره للعبد فينتفع به يوم القيامة، وهذا يكون أفضل الصور من استجابة الدعاء، وعلى العبد أن يسعى ويقدم ويبذل ما في وسعه ثم بعد ذلك تكون النتيجة تترك إلى الله.
اقرأ أيضا:
بناء مسجد أولى أم بناء بيت للأولاد؟