عندما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بمراعاة حقوق الجوار كان يعني بذلك أن يضمن للجار أن يعيش في مأمن وسلم وسلام، بلا ضوضاء أو إزعاج، فلا يخوفه ولا يروعه لأي سبب كان، ولا يكون مصدرًا لنكده وغضبه، وغيرها من حقوق أوجبها الإسلام تجاه الجار.
وقد وضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قواعد لصون العلاقة بين الجيران، ومن أجل أن يسود الحب والوئام بينهم، فقال لأصحابه رضوان الله عليهم: "أتدرون ما حق الجار: إن استعانك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن استقرضك أقرضته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهةً فأهد له منها، فإن لم تفعل فأدخلها سرًا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده، ولا تؤذه بقتار قدرك (رائحة طعامك) إلا أن تغرف له منها".
والآن، أظهرت دراسة حديثة أن الضوضاء الصادرة عن الجيران مزعجة أكثر من أي مصدر إزعاج مسموع آخر، لأنها بشكل عام "أصوات ارتطامية" قصيرة المدى، وعفويتها تجعلها أكثر إزعاجًا، وهذه الأنواع من الأصوات يمكن أن تؤثر على النوم، إلى درجة أنها قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، وفقًا لباحثين من المجلس القومي للبحوث في كندا.
تأثير التلوث الضوضائي
وأجرى باحثون في كندا وكوريا وألمانيا، تجارب لبحث تأثير الأنواع المختلفة من التلوث الضوضائي في المناطق الحضرية على السكان، من خلال صنع وضع شبيه بغرفة المعيشة، لتسجيل صوت الأجسام المتساقطة والأشخاص الذين يمشون.
ثم تعرض المشاركون في الدراسة - التي تم تقديمها في اجتماع الجمعية الصوتية الأمريكية - للأصوات باستخدام مكبرات الصوت وسماعات الرأس وسماعات الواقع الافتراضي، وصنفوا مستوى تهيجهم على مقياس من صفر إلى 100. ووجد المشاركون أصوات التأثير مزعجة أكثر من الأصوات المستمرة، مثل الموسيقى أو الكلام.
اقرأ أيضا:
للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحراريةمشاكل في القلب واضطراب في النوم
وقال ماركوس مولر-ترابيت ، من فريق البحث: "التعرض طويل الأمد لمثل هذه الأصوات غير المرغوب فيها قد يؤدي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية واضطراب في النوم"، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".
وعلى الرغم من ذلك، اكتشف الباحثون أن صوت صرير الأشخاص الذين يمشون حفاة القدم لا يدخل ضمن المتطلبات الفنية لتشييد المباني، آملين أن تساعد نتائجهم المهندسين المعماريين ومطوري المباني في خلق بيئات حضرية أكثر ملائمة للعيش، بالإضافة إلى إدخال مطلب تأثير الصوت في قانون البناء الوطني بكندا.
وقد أعد الباحثون اختبار استماع عبر الإنترنت لإضافة المزيد من الأدلة إلى تحقيقاتهم، والتي ستمتد من 21 نوفمبر من هذا العام إلى 31 مارس 2023.