كشفت دراسة ضخمة عن فوائد مضادات الأكسدة للجسم، فيما يأمل الباحثون أن تمهد مراجعتهم الشاملة للعديد من الدراسات الطريق للتجارب السريرية لتحديد أفضل مزيج من المغذيات الدقيقة للمكملات الغذائية.

وتوصلت الدراسة إلى أن الأحماض الدهنية أوميجا 3، قللت من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية. فيما قلل حمض الفوليك من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؛ وأدى الإنزيم المساعد Q10 إلى خفض الوفيات من جميع الأسباب.

لكن لم تظهر فيتامينات سي ودي وإي والسيلينيوم أي تأثير على نتائج أمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل أو تقليل مخاطر الإصابة بالسكري من النوع 2، وفقًا لمراجعة الباحثين.

مكملات بيتا كاروتين

ويقول الباحثون، إن مكملات بيتا كاروتين زادت بشكل معتدل من خطر الإصابة بالأزمات القلبية ومرض السكري من النوع الثاني، وبدرجة أقل، الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، والوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ويقول باحثون من الولايات المتحدة والصين في دراسة نُشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، إنهم طوروا "خرائط قائمة على الأدلة" من تلخيص 256 تحليلاً تلويًا لتجارب عشوائية محكومة على المغذيات الدقيقة المأخوذة كمكملات غذائية.

واستكشفت الدراسات آثار مجموعة متنوعة من المغذيات الدقيقة على ضغط الدم، ودهون الدم، وجلوكوز الدم، والوفيات من أي سبب، ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وبعد فحص 27 نوعًا مختلفًا من المكملات المضادة للأكسدة من 884 دراسة، شملت 800 ألف مريض، قال الباحثون إنهم وجدوا أدلة قوية على أن العديد منها يقدم فوائد للقلب والأوعية الدموية.

وشملت الفوائد الأحماض الدهنية أوميجا 3، التي قللت من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، وحمض الفوليك، مما يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؛ والإنزيم المساعد Q10، الذي أدى إلى خفض الوفيات من جميع الأسباب.

اظهار أخبار متعلقة

التحذير من تناول بيتا كاروتين

وفي يونيو، أصدرت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية بيان توصية يحذر الأشخاص على وجه التحديد من تناول بيتا كاروتين أو فيتامين إي للوقاية من أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو السرطان.

وقالت لجنة الخبراء الموثوقة إن تناول بيتا كاروتين لهذا الغرض يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص المعرضين بالفعل للخطر، مستشهدين بأحدث الأدلة العلمية المتاحة.

ووفقًا لبيان صحفي، فإن النظم الغذائية الصحية غنية بمضادات الأكسدة مثل الأحماض الأمينية وأحماض أوميجا 3 الدهنية وفيتامين سي، لكن مدى فائدة هذه المغذيات الدقيقة لصحة القلب والأوعية الدموية كان أمرًا مثيرًا للجدل منذ فترة طويلة.

وقال العلماء إنهم يتوقعون أن يقدم تحليلهم مزيدًا من الوضوح، وأشاروا إلى الحاجة إلى تدخلات غذائية "أكثر تخصيصًا ودقة".

وقال الدكتور سيمين ليو، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ علم الأوبئة والطب في جامعة براون: "للمرة الأولى، قمنا بتطوير خريطة تكاملية شاملة قائمة على الأدلة لتوصيف وتحديد التأثيرات المحتملة لمكملات المغذيات الدقيقة على نتائج استقلاب القلب".

وأضاف ليو، وهو طبيب وعالم الأوبئة، أن الدراسة "تسلط الضوء على أهمية تنوع المغذيات الدقيقة وتوازن الفوائد والمخاطر الصحية".

المغذيات الدقيقة وتأثيرها على القلب والأوعية الدموية

وأشار إلى أن النتائج يمكن استخدامها لتمهيد الطريق لتجارب سريرية كبيرة لدراسة تركيبات محددة من المغذيات الدقيقة وتأثيرها على صحة القلب والأوعية الدموية.

وأوضج أنه كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن استكمال النظام الغذائي للشخص بمضادات الأكسدة يلعب دورًا في صحة القلب لأن هذه العناصر الغذائية تعمل على تقليل الإجهاد التأكسدي، وهو مساهم معروف في العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية.

والوجبات الغذائية الصحية للقلب مثل حمية البحر الأبيض المتوسط والنهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم، تتميز بالأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة بشكل طبيعي.

لكن النتائج كانت غير متسقة مع الدراسات السابقة لمكملات مضادات الأكسدة، ولم يتم اعتماد هذا النهج على نطاق واسع في أمراض القلب الوقائية.

وأشار ليو إلى أن الأبحاث السابقة حول مكملات المغذيات الدقيقة ركزت بشكل أساسي على الآثار الصحية لفيتامين واحد أو عدد قليل من الفيتامينات والمعادن.

المواد الكيميائية النباتية ومضادات الأكسدة

لذلك، مع الدراسة الجديدة، قال ليو: "قررنا اتباع نهج شامل ومنهجي لتقييم جميع الدراسات المتاحة للجمهور والتي يمكن الوصول إليها عن جميع المغذيات الدقيقة، بما في ذلك المواد الكيميائية النباتية ومضادات الأكسدة وتأثيرها على عوامل الخطر القلبية الوعائية بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية المتعددة".

وعلى مدى فترة متابعة متوسطها ثلاث سنوات، كان هناك 27 ألفًا و823 حالة وفاة من جميع الأسباب؛ 15 ألفًا و593 حالة وفاة بأمراض القلب؛ 11 ألفًا و202 حالة احتشاء عضلة القلب. 8 آلاف و276 جلطة تم تسجيل 2656 حالة من أمراض القلب التاجية، و409 حالة من عدم انتظام ضربات القلب بين ما يقرب من 800 ألف مشارك عبر العديد من الدراسات التي تمت مراجعتها.

ومن حيث الجرعات، قال المحققون إن مكملات CoQ10، بمتوسط 50 ملليجرام في اليوم، قللت من الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب في سبع تجارب أجريت على مرضى قصور القلب.

وأشاروا إلى أنه من بين الدراسات التي تمت مراجعتها، فإن جرعة متوسطة قدرها 1.8 جرام / يوم من أحماض أوميجا 3 الدهنية قللت من مخاطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأزمات القلبية وأمراض القلب التاجية.

كما أن مكملات حمض الفوليك بجرعة يومية بمعدل 3 ملج تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

وقال العلماء على النقيض من ذلك، فإن جرعة وسطية قدرها 20 ملج/ يوميًا من مكملات بيتا كاروتين تزيد من خطر الوفاة لجميع الأسباب والموت القلبي الوعائي والسكتة الدماغية.