ليس كل ما يتم الترويج له عبر منصات التواصل الاجتماعي صحيحًا، أو على الأقل يجب التعامل معه بحذر، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالجوانب الصحية، لما لذلك من تداعيات قد تكون خطيرة إلى حد كبير، مثلما هو منتشر الآن عبر "تيك توك" من الدعوة لإغلاق الفم قبل النوم سعيًا لفقدان الوزن.
إذ تقول شركة (سمونيفكس) المصنعة للاصق الفم، أن الإجبار على التنفس عبر الأنف يعزز فقدان الدهون، علاوة على تحسن تدفق الهواء، وراحة الجسم، والتوقف عن الشخير، والمساعدة على النوم، على الرغم من تحذيرات المتخصصين في الرعاية الصحية.
لصق الفم يؤدي إلى إعاقة التنفس والاختناق
وقال الدكتور راج داسجوبتا، أخصائي النوم في جامعة جنوب كاليفورنيا، إن لصق الفم في أسوأ الأحوال يمكن أن يؤدي إلى إعاقة التنفس والاختناق، "إذا كنت تعاني من انقطاع النفس الانسدادي النومي، يمكن أن يكون هذا خطيرًا للغاية".
وفي حين تحدث بعض مستخدمي الشريط اللاصق الفموي، أنهم حصلوا على مزيد من الطاقة في الساعات التي تلي الاستيقاظ نتيجة لتحسين جودة نومهم، أوضح داسجوبتا لشبكة (CNBC): "هناك أدلة محدودة على فوائد لصق الفم وسأكون حريصًا للغاية – ويجب التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية قبل محاولة ذلك".
ويخشى الخبراء من أن يؤثر ذلك على الملايين ممن يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم، عندما يتوقف التنفس بشكل متكرر في الليل. ويحدث ذلك عندما يؤدي استرخاء عضلات حلق الشخص أثناء النوم إلى إعاقة المجاري الهوائية، أو عندما لا يرسل الدماغ إشارات إلى الجسم بشكل صحيح لمواصلة التنفس.
ويحذر الخبراء من أن انسداد الفم يمكن أن يزيد أعراض انقطاع النفس النومي سوءًا. وينصح الأطباء أيضًا بعدم لصق الفم بالشريط اللاصق إذا لم تكن الممرات الأنفية واضحة تمامًا.
اقرأ أيضا:
للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحراريةتجنب لصق الفم للمصابين بأمراض الأنف
قالت الدكتورة ميجان آكو، أخصائية أمراض الرئة وأخصائي النوم في جامعة ميشيجان هيلث: "الأهم من ذلك، إذا كنت تعاني من احتقان أنف أو انحراف في الحاجز الأنفي، فمن المحتمل أن تحد من تدفق الهواء إذا قمت بربط فمك".
وأضافت: "هذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا نوصي بالتأكيد بتجنب لصق الفم لدى الأشخاص المصابين بأمراض الأنف المعروفة وعند الأطفال".
وبينما يحذر الأطباء من لصق الفم، أثارت إحدى المؤثرين التي أغلقت فمها قبل النوم سلسلة من المشكلات المرتبطة بتنفس الفم، مثل التجاويف وأمراض اللثة ورائحة الفم الكريهة وضباب الدماغ والتهاب الحلق.
وتوصلت الأبحاث أيضًا إلى أن التنفس من خلال الأنف يساعد الجسم على الأداء في المستوى الأمثل. إذ الأشخاص الذين يتنفسون من الفم لايمتصون كمية كافية من الأكسجين. وبدون أكسجين كافٍ، تنخفض جودة النوم ومستويات الطاقة.
ويساعد تنفس الأنف، الذي يجلب المزيد من الأكسجين إلى الجسم، أيضًا على خفض ضغط الدم. وهو جزء مهم من التأمل لأنه ينشط الجهاز العصبي السمبتاوي الذي يوسع الأوعية الدموية ويقلل من معدل ضربات القلب، ويقلل من ضغط الدم الكلي.
ويُزعم أيضًا أن لصق الفم يساعد في تعزيز حرق الدهون، وهي فائدة زيادة تناول الأكسجين، الذي يساعد على تكسير جزيئات الدهون التي يتم استقلابها لتصبح طاقة تساعد الجسم على أداء وظائفه. لكن الأدلة محدودة، على الرغم من أن الدراسات كانت صغيرة نسبيًا.
وفي دراسة أجريت عام 2018 في كوريا، طُلب من 38 شخصًا القيام بتمارين مختلفة للتنفس العميق، وطُلب من البعض إجراء التنفس البطني - وهي عملية يقوم فيها الشخص بالشهيق والزفير ببطء للاسترخاء.
وكان لدى الذين فعلوا ذلك من خلال الأنف، أو ما يطلق عليه أحيانًا "التنفس من البطن"، معدل استقلاب أعلى من غيرهم. وهو ما يمكن أن يساعد على إنقاص الوزن وتقليل الدهون وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وحالات أخرى.