حذرت دراسة أمريكية كبيرة من أن المرضى الذين يتلقون مستويات مرتفعة من الأكسجين أثناء الجراحة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة لاحقًا في الكلى والقلب والرئة.

وعلى الرغم من أن الخطر المطلق للإصابة لا يزال منخفضًا، فإن نتائج الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية، تشير إلى أن "الوقت قد حان لإعادة النظر في الاستخدام الحر للأكسجين أثناء التخدير العام"، حسبما جاء في مقال افتتاحي في المجلة.

ومع ذلك، قال الدكتور مايكل دبليو تشامبو، رئيس الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير لـوكالة "يو بي آي"، إنه لا يعتقد أن الأشخاص الذين يخضعون لعملية جراحية يجب أن يشعروا بالقلق دون داع.

اظهار أخبار متعلقة

هؤلاء أكثر عرضة للمشاكل بعد الجراحة

وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني: "بشكل عام، يحاول أطباء التخدير تكييف كل مخدر وفقًا لاحتياجات المريض، ويعمل معظم المرضى بشكل جيد للغاية. ولكن المرضى الذين يعانون من مشاكل طبية خطيرة متعددة يكونون أكثر عرضة لخطر المشاكل بعد الجراحة".

ووفقًا لفريق البحث الذي تقوده جامعة فاندربيلت، فإنه يتم إعطاء الأكسجين بشكل روتيني لجميع المرضى تقريبًا الذين يخضعون لعملية جراحية بالتخدير العام للمساعدة في منع انخفاض مستوى الأكسجين بشكل خطير - وهي حالة تسمى نقص الأكسجة.

وخلال الدراسة التي قادها الدكتور ديفيد آر ماكلروي، طبيب التخدير بالمركز الطبي بجامعة فاندربيلت،، يصف الباحثون إعطاء الأكسجين الإضافي بأنه "مكون أساسي للتخدير"، يتم إجراؤه لتقليل إصابة الأنسجة وتقليل مخاطر الإصابة بعدوى موقع الجراحة وتحسين الشفاء".

وأوضح الباحثون أن نسبة الأكسجين بالدم، يتم قياسها باستمرار أثناء الجراحة، مما يتيح للأطباء تعديل جرعة الأكسجين إلى المستوى المستهدف.

وفي حين أن المعدل الطبيعي يتراوح ما بين 94 في المائة إلى 95 في المائة، فمن الشائع إعطاء الأكسجين أكثر مما هو مطلوب لتشبع الهيموجلوبين، لكن ذلك قد يؤدي الإضرار بخلايا وأنسجة الجسم، وإن كانت الأدلة السريرية على مثل هذا الضرر محدودة.

لذلك، شرعوا في تحليل البيانات الخاصة بأكثر من 350 ألف مريض بالغ، يبلغ متوسط أعمارهم 59 عامًا، والذين خضعوا لعملية جراحية لمدة ساعتين على الأقل مع التخدير العام والتنبيب الرغامي - أنبوب تنفس يوضع في القصبة الهوائية – للمريض، في 42 مركزًا طبيًا أمريكيًا بعد الجراحة هلال الفترة بين عامي 2016 و2018.

تم تشخيص إصابة الكلى الحادة في 6.5 في المائة من المرضى وإصابة عضلة القلب 2.8 في المائة وإصابة الرئة في 4.4 في المائة بعد الجراحة.

ومع ذلك، فإن زيادة مستويات الأكسجين تزيد احتمالات أكبر بنسبة 26 في المائة لإصابة الكلى الحادة، و12 في المائة أكثر من إصابات عضلة القلب، و14 في المائة احتمالات أكبر لإصابة الرئة، مقارنة بالمرضى الذين يحصلون على مستويات أقل.

وكان لديهم احتمالية أكبر بنسبة 9 في المائة للإصابة بالسكتة الدماغية، و6 في المائة لاحتمالات الوفاة بشكل أكبر في غضون 30 يومًا بعد الجراحة مقارنة بالمرضى الآخرين. ولكن كانت مدة إقامتهم في المستشفى أقصر قليلاً مقارنة بالمرضى الذين تلقوا كمية أقل من الأكسجين.

المستويات المرتفعة من الأكسجين

وأشار تشامبو الأستاذ المساعد في علم التخدير والجراحة وطب الألم في كلية الطب بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا إلى أن تصميم الملاحظة للدراسة لايجعل من الممكن القول إن المستويات المرتفعة من الأكسجين تسببت بالفعل في تلف القلب والرئتين والكليتين.

وتابع: "هناك تفسير آخر محتمل هو أن المرضى يعانون من مشاكل أخرى تسببت في إعطاء الأطباء المزيد من الأكسجين وأن هذه المشاكل أدت أيضًا إلى زيادة تلف الأعضاء".

وأضاف: "نحن نعلم بالفعل أن هناك بعض المرضى الذين يمكن أن يتضرروا من الأوكسجين المفرط، والعديد من أطباء التخدير، بمن فيهم أنا، يحدون بالفعل بشكل روتيني من استخدام الأكسجين".

لكنه قال إن الدراسة "ستضع القضية على رادار أطباء التخدير" وقد تؤدي إلى مزيد من التخفيضات الشاملة في استخدام الأكسجين للمرضى الأكثر عرضة للخطر.

ويقول الباحثون إنهم لم يعثروا على دليل ثابت على أن الارتباط بين المستويات الزائدة من الأكسجين وإصابة الأعضاء يختلف باختلاف العمر أو الجنس أو العرق أو نوع العملية الجراحية. وأشاروا إلى أن الرابطة كانت في الواقع أكبر من حيث الإجراءات القصيرة.

وأوضح الباحثون أن عوامل مثل النظام الغذائي ونمط الحياة واستخدام الأدوية، والتي يمكن أن تؤثر على مدى تعرض الشخص لإصابة أعضاء، لم يتم أخذها في الاعتبار في هذا البحث.

لكنهم أشاروا إلى أنها كانت دراسة كبيرة، مستمدة من مجموعات سكانية متنوعة جغرافيًا، وكانت النتائج متشابهة بعد تحليلات إضافية. وحثوا على إجراء مزيد من البحوث التي تشمل قياس الضعف الإدراكي.