حذر باحثون من أن الأطفال الذين يشاهدون التليفزيون لأكثر من ساعتين في اليوم أكثر عرضة للإدمان على المخدرات والقمار والسجائر والنبيذ عندما يكبرون.

ووفقًا للدراسة التي أجراها باحثون من نيوزيلندا، فإن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 عامًا الذين يجلسون أمام الشاشات لفترات أطول هم أكثر عرضة بنسبة 29 في المائة لمشكلة المقامرة في مرحلة البلوغ.

كما أن الأطفال في هذه الفئة أكثر عرضة بنسبة 20 في المائة لإدمان التدخين، وأكثر عرضة لخطر الخمر وتعاطي الحشيش مقارنة بأولئك الذين يقضون وقتًا أقل أمام الشاشات.

وتوصل الباحثون إلى أن الإفراط في مشاهدة التليفزيون قد يكون علامة مبكرة على اضطراب الإدمان لدى الأطفال، وقالوا إن هذا يجعلهم أكثر عرضة للمعاناة من أشكال أخرى من الإدمان في أواخر حياتهم.

ورجحوا أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أقل من هرمون السعادة الدوبامين الذي يحدث بشكل طبيعي وأولئك الذين يعانون من اضطرابات القلق هم أكثر عرضة لخطر الإدمان.

كوفيد يزيد من وقت مشاهدة التليفزيون

ووجدت دراسة منفصلة أن الوقت الذي يقضيه الطفل أمام التليفزيون قد ارتفع منذ وباء كوفيد.

وأظهرت أرقام "أوفكوم" - الهيئة التنظيمية للاتصالات في المملكة المتحدة- أن المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا شاهدوا التلفزيون بمعدل أربع ساعات يوميًا في عام 2020، بالإضافة إلى ساعة أخرى من مقاطع "يوتيوب".

وتوصي الحكومة البريطانية الأطفال دون سن الخامسة بقضاء أقل من ساعة يوميًا في استخدام الشاشات. وأوصى بعض خبراء الصحة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 عامًا بأن تقتصر مشاهداتهم اليومية ساعتين.

ودرس البروفيسور بوب هانكوكس من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا، والمؤلف الرئيسي للدراسة، وزملاؤه البيانات الصحية لألف طفل، بين عامي 1972 و1973.

وتم استدعاؤهم مرة أخرى للتقييم كل عامين، بين سن الثالثة والخامسة عشرة، لتتبع عادات مشاهدة التلفزيون. وتم فحص من 15 إلى 45 مشاركًا كل سنتين إلى ثلاث سنوات لتقييم أربعة من أنواع الإدمان المحتمل.

وجد الباحثون في الدراسة التي نُشرت نتائجها في المجلة الدولية للصحة العقلية والإدمان، أن 612 من بين 1000 مشارك (62 في المائة) شاهدوا التلفزيون أكثر من الوقت اليومي الموصى به في نيوزيلندا (ساعتان).

وكشفت النتائج أن ثلثهم (37 في المائة) تم تشخيصهم باضطراب تعاطي الكحول. بينما أظهرت النتائج ذاتها، أن الثلث الآخر (36 في المائة) مصابون باضطراب تعاطي التبغ، بينما كان 18 في المائة مصابين باضطراب تعاطي الحشيش.

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

ما هي المدة التي يجب أن يقضيها الأطفال أمام الشاشات؟

يبدو أن مشاهدة الشاشات، سواء كانت التليفزيون أو هواتف، جزء من حياتنا اليومية، لذلك من الطبيعي أن يكبر الجيل القادم (أطفالنا) على استخدامها أيضًا.

لكن هل هناك طريقة صحيحة أو خاطئة للتعامل مع وقت الجلوس أمام الشاشة؟

تحدثت صحيفة "ذا صن" مع أخصائية في علم نفس وتطوير الطفل لمعرفة ما يلي:

1-3 سنوات من العمر
المدة: ساعة واحدة في اليوم

تقول الدكتورة أماندا جومر: "بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، نشعر أن حوالي ساعة واحدة يوميًا هي حد معقول يجب أن نهدف إليه في أيام الأسبوع العادية."بمجرد إضافة الوقت معًا على الأجهزة المحمولة والتلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الأخرى المزودة بشاشات، قد لا يبدو هذا كثيرًا (وتذكر أن الأطفال قد يقضون وقتًا أمام الشاشة في المدرسة).

سن 2 فأكثر

المدة: ساعتان في اليوم
تقول الدكتور جومر: "توصي العديد من المصادر بما في ذلك الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بما لا يزيد عن ساعتين يوميًا (للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وما فوق)".

الأطفال من جميع الأعمار

المدة: أكثر من ساعتين في اليوم استخدام مفرط

تقول الدكتور جومر: "أظهرت دراسة حديثة بعض الآثار الضارة لدى المراهقين الذين أمضوا أكثر من 3 ساعات يوميًا من الوقت أمام الشاشة واعتبروا هذا استخدامًا مفرطًا".