قبل أن تخضع أندريا أسيرا، كبير المساعدين الطبيين في باي شور بنيويورك، لعملية استئصال الرحم بسبب غزارة الدورة الشهرية في نوفمبر، تلقت حقنة من الحديد لزيادة عدد خلايا الدم الحمراء وتجنب الحاجة إلى نقل الدم.

ويقدم مستشفى جامعة ساوث شور في باي شور، حيث خضعت أسيرا للجراحة، هذا النوع من الجراحات التي لا تعتمد على نقل الدم. إذ يتم فحص المرضى لمعرفة ما إذا كانوا مرشحين لعملية جراحية بدون دم، حيث يلجأ الجراحون إلى إجراءات مختلفة باستخدام تقنيات الطب غير الدموي.

تقول أسيرا (45 عامًا): "كنت قلقة بشأن الآثار الجانبية للحديد، لكن لم يكن هناك أي آثار جانبية".

ويتم استخدام هذا الخيار عندما لا يكون نقل الدم خيارًا لأسباب دينية أو مخاوف تتعلق بالسلامة. وأصبح الطب غير الدموي مستخدمًا على نطاق واسع في الثمانينيات بسبب المخاوف من أن الدم المتبرع به قد يكون ملوثًا بفيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد سي.

تقنيات الطب دون دم

وقال الدكتور آرون هاريسون، المدير الطبي المساعد وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي في ساوث شور، إنه بفضل استخدام تقنيات الطب دون دم، لن يضطر الكثير ممن يخضعون لعمليات جراحية إلى نقل الدم.

وتزايدت أهمية الجراحات بدون نقل دم بعد أن تراجعت إمدادات الدم من المتبرعين إبان تفشي جائحة كوفيد - 19. قال هاريسون: "ليس لدينا الدم، لذا إذا استطعنا الإفلات من دون استخدام الدم والقيام بالأشياء بأمان، فهذا مثالي".

وفي ساوث شور، يتم فحص المرضى قبل إجراء الجراحة، وإذا تبين أنهم مصابون بفقر الدم أو غير قادرين أو غير راغبين في إجراء نقل الدم، يتم وضعهم على بروتوكول الاحتفاظ بالدم أو تعزيز الدم.

وأضاف هاريسون، وفقًا لوكالة "يو وبي آي: "نثقف أطبائنا لإثارة الموضوع الذي يمكننا من رفع الدم قبل الجراحة، للتخفيف من فقدان الدم والحاجة إلى نقل الدم".

وقال الدكتور جون ديفيس، مدير الجراحة في ساوث شور، إنه بالإضافة إلى استخدام الحديد وهرمون الإريثروبويتين (EPO)، الذي يخبر نخاع العظام بإنتاج المزيد من خلايا الدم الحمراء، هناك طرق أخرى لتقليل مخاطر نقل الدم قبل الجراحة. وبالنسبة للمبتدئين، "يمكننا تقليل عدد اختبارات الدم قبل الإجراء واستخدام أنابيب أصغر لجمع الدم".

قال الدكتور ستيفن فرانك، المدير الطبي لبرنامج الجراحة والطب اللا دموي في مستشفى جونز هوبكنز، إن هناك طريقة أخرى لتقليل احتمالية أن يحتاج شخص ما إلى نقل الدم، وهي التوقف عن استخدام مخففات الدم قبل الجراحة حتى لا ينزف كثيرًا.

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

الأدوية العشبية وفيتامين هـ والعقاقير المضادة للالتهابات

كما ينصح بالتوقف عن تناول بعض الأدوية العشبية وفيتامين هـ والعقاقير المضادة للالتهابات (NSAIDs)، مما قد يزيد من خطر النزيف أثناء الجراحة.

وأضاف فرانك: "الحفاظ على دفء الأشخاص أثناء الجراحة يساعد أيضًا، حيث أن انخفاض درجة حرارة الجسم المعتدل يزيد من النزيف أثناء الجراحة، كما أن الحفاظ على ضغط الدم منخفضًا يمكن أن يقلل أيضًا من النزيف".

وأشار إلى أن دواء يعرف باسم حمض الترانيكساميك يمكن إعطاؤه للسيطرة على النزيف، إلى جانب تقنية تجمع الدم المفقود وتغسله وتعيده أثناء الجراحة. "هذا يعتبر حجر الزاوية في الحفاظ على الدم".

وقال إن ظهور الجراحة الروبوتية قلل أيضًا من مخاطر فقدان الدم أثناء الجراحة، لأنها "تتضمن شقوقًا أصغر من الجراحات المفتوحة، لكن الفرق الرئيسي هو أقل نزيفًا وحاجة أقل لنقل الدم".

يمكن أن تكون عمليات نقل الدم منقذة للحياة ، ولكنها أيضًا تحمل نصيبها من المخاطر.

قال ديفيس إن التبرع بالدم ليس بالأمر المثالي، "الدم قديم وعدد الخلايا في أي وحدة فعالة وتحمل الأكسجين هو جزء بسيط من الكمية الإجمالية".

وأضاف أن الناس يمكن أن يكون لديهم أيضًا رد فعل تحسسي تجاه الدم نفسه. لأنه "من المعروف والمثبت أن مخزون الدم من أجل نقل الدم يمكن أن يعرض لخطر العدوى المكتسبة من المستشفى، لأنه يثبط جهاز المناعة".

وتعتبر إصابات الرئة الحادة المرتبطة بنقل الدم (TRALI)، والحمل الزائد للدورة الدموية المرتبط بنقل الدم (TACO)، والتحوير المناعي المرتبط بنقل الدم (TRIM) كلها مخاطر لنقل الدم.
قال فرانك إن تاكو وترالي هي مضاعفات مرتبطة بالرئة وهي الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بنقل الدم. وهو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو التهاب الكبد سي من نقل الدم.