لابد أن يكون لكل إنسان هدف أو مجموعة من الأهداف في الحياة يسعى لتحقيقها؛ وإلا أصبح بلا قيمة، لايقتصر الأمر على النجاح وتحقيق الذات على ما يبدو، إذ أن وجود هدف واضح في الحياة يمكن أن يقلل من خطر الموت المبكر، وفقًا لدراسة.

وتوصل باحثون بالولايات المتحدة إلى تلك النتيجة بعد أن أمضوا ثماني سنوات في تتبع حوالي 13 ألف شخص فوق سن الخمسين.

إذ وجد الباحثون، أن أولئك الذين اعتبروا حياتهم هادفة بشكل خاص كانوا معرضين لخطر الوفاة بنسبة 15 في المائة من أي سبب خلال فترة الدراسة، وقفز هذا الرقم إلى ما يقرب من 37 في المائة بين المشاركين ذوي المستوى الأدنى من الأهداف.

قال المؤلف الرئيسي كويشيرو شيبا، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن: "(وجود) هدف في الحياة يُعرَّف بأنه المدى الذي يرى فيه الناس أن حياتهم تتمتع بالإحساس بالاتجاه والأهداف".

اظهار أخبار متعلقة

وجود هدف مرتبط بانخفاض خطر التعرض للوفاة المبكرة

وأشار إلى أن الإحساس الأكبر بالهدف مرتبط بانخفاض خطر التعرض للوفاة المبكرة بين الناس من جميع الأعراق.

ولوحظ الارتباط أيضًا في كل من الرجال والنساء، على الرغم من أن الفائدة الوقائية كانت أضعف إلى حد ما بين الرجال، وفقًا للنتائج التي نُشرت في عدد نوفمبر من مجلة "الطب الوقائي".

وخلال الدراسة، طُلب من المشاركين بين عامي 2006 و 2008 الإشارة إلى مدى صدقهم في اعتبار حياتهم - بناءً على استبيان قياسي - ذات هدف "منخفض" أو "متوسط منخفض" أو "متوسط عالي" أو "مرتفع". تم تعقب الوفيات على مدى السنوات الثماني المقبلة.

ومع ارتفاع مستويات الغرض، انخفض خطر الوفاة خلال تلك الفترة، سواء كان ذلك بسبب السكتة الدماغية والسرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم و/ أو أمراض الرئة.

ولاحظ الباحثون، مع ذلك، أن العديد من العوامل أثرت في الدرجة التي أفاد بها الفرد أن لديه هدفًا قويًا. إذ إن امتلاك الكثير من المال، والتمتع بصحة بدنية وعقلية أفضل، وسن أصغر في بداية الدراسة كات كلها أمور مرتبطة بالإبلاغ عن هدف أكبر للبدء به.

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

لماذا تستفيد المرأة أكثر من الحياة الهادفة؟

وفيما يتعلق بالسبب الذي يجعل المرأة تستفيد أكثر من العلاقة الهادفة وطول العمر أكثر من الرجال، قال شيبا إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة. لكنه أشار إلى أنه بشكل عام، يميل الرجال إلى الحصول على رعاية صحية أقل مقارنة بالنساء.

وإلى جانب تعزيز تقليل التوتر والحماية من الالتهابات المسببة للمشاكل، رجح شيبا أن وجود هدف ربما يدفع الناس إلى الاعتناء بأنفسهم بشكل أفضل.

وكل هذا منطقي، وفقًا لجيمس مادوكس، الباحث البارز في مركز النهوض بالرفاهية في جامعة جورج ميسون في فيرفاكس بولاية فيرجينيا، الذي راجع النتائج.

قال مادوكس: "(من المحتمل) أن الأشخاص الذين لديهم أهداف وخطط واضحة يتطلعون نحو المستقبل ببعض التوقع والتوقع لإنجاز شيء له مغزى بالنسبة لهم. هذا يعطي الناس سببًا للاهتمام بصحتهم الجسدية والنفسية، حتى يتمكنوا في النهاية من الاستمتاع بثمار عملهم".

وأضاف أن وجود هدف يوفر أيضًا بديلاً يوميًا لقضاء الوقت في الندم على الماضي أو القلق بشأن المستقبل.

وتابع مادو: "الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يحرزون تقدمًا جيدًا في تحقيق أهداف مهمة هم عمومًا أشخاص أكثر سعادة، ونعلم من الكثير من الأبحاث أن الأشخاص السعداء يأخذون أنفسهم أفضل من الأشخاص غير السعداء".

وأشار إلى أن طريقة تعريف الباحثين للهدف كانت تستند بشكل عام إلى وجود أهداف وخطط واضحة دون أي تفاصيل محددة لما قد تكون عليه هذه الأهداف أو الخطط بالفعل.

وأوضح مادوكس: "لقد رأيت تعريفات أخرى تشمل ليس مجرد وجود أهداف وخطط، ولكن وجود أهداف وخطط تتجاوز الاهتمام الشخصي"، مثل مساعدة الآخرين و/ أو المشاركة سياسيًا واجتماعيًا.

وقال إن الخبر السار هو أن تطوير الأهداف والخطط شيء يمكن للناس تعلم كيفية القيام به. وحث مادوكس: "إذا كنت تريد أن تعيش حياة أطول وأكثر صحة، فعليك أن تنشغل بفعل شيء مهم بالنسبة لك".