بأن الصلاة هي عبادة بين الإنسان وربه سبحانه وتعالى، أما مسألة ضرب الزوج لزوجته فهذا خطأ وحرام، المسألة تحتاج إلى تقوى الله سبحانه وتعالى ولابد من أداء الصلوات في أوقاتها، والابتعاد عن إهانة الزوجة وضربها إلى آخره.
أما بالنسبة لمسألة هل تعيش الزوجة معه في هذه الحالة أم لا، فيستحب أن يتوجه الزوجان إلى مركز الإرشاد الأسري بدار الإفتاء المصرية، لسماع كل من الزوج والزوجة لتقريب وجهات النظر وحل المشاكل بينكما، ومن ثم إعادة أواصر الود بينكما، وهم من يحددون استمرار الحياة الزوجية أفضل أم الانفصال.
نهى النبي عن ذلك، ويقول: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، ولذلك فحسن المعاشرة، وحسن العشرة، والعلاقات الحسنة هي المطلوبة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "استوصوا بالناس خيرًا"، والله عز وجل يقول: "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا".
المعاملة بالحسنى مطلوبة، لابد من الابتعاد عن الشتم والضرب والإهانة وأن يؤدي كل طرف ما عليه حتى تسود المودة والرحمة، فالمسألة ليست صراعًا ولا هي حربًا، فيها الفائز والخاسر، وأن تمضي كلمة أحدهما، والآخر لا قيمة له تمامًا، فالمسألة ليست كذلك تمامًا.
اثنان يصيران شخصًا واحدًا، حتى إن القانون يعتبر أن الزوج والزوجة في درجة قرابة واحدة، وأهل الزوجة بالنسة للزوج في نفس درجة قرابة الزوجة، هذا يعني الانصهار، ثم كيف يضرب الإنسان وفي نهاية اليوم ينام مع زوجته في غرفة واحدة، لابد في النهاية من العمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرًا".
لا يجوز للرجل أن يهين زوجته أو يضربها، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الزوج الذي يضرب زوجته ويهينها "إنهم ليسوا بخياركم".
المرأة ليست خادمة في بيت الرجل، فهي كالرجل، والنساء شقائق الرجال، فيجب على من يهينون زوجاتهم أن يتنزهوا عن لغة العبودية والتسلط، فالمرأة ليست خادمة لزوجها ولكنها شريكة معه، وهي عماد أساسي في البيت.
هذه مشكلة عند بعض الرجال بأنهم يعتقدون أنفسهم لا مثيل لهم ويفعلون ما يحلو لهم فيهينون زوجاتهم، إلا أن هذا أسلوب خطأ وليس له علاقة بالإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، فكان صلى الله عليه وسلم يعامل الناس بالرفق واللين، ومعاملة الرجل للمرأة لست معاملة فرض وقوة، بل هي مسألة رحمة ومودة فالراحمون يرحمهم الرحمن.
ويجب قبل أن نطلب من الزوجة أن تحترم زوجها وأن لا تعلو صوتها عليه، على الزوج أيضًا أن يتعامل معها بصوت منخفض لأن المرأة على دين زوجها، كذلك إذا رفع الرجل صوته على زوجته فعليها ألا يعلو صوتها عليه لأن الأصل فى المرأة الاستكانة والحياء، فيجب أن يعامل كل واحد منهم الآخر برفق ولين.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن إهانة الزوج لزوجته واعتداءه عليها - سواء كان بالضَّرْب أو بالسب - أمر محرم شرعًا، وفاعل ذلك آثمٌ، ومخالف لتعاليم الدين الحنيف.
وأضافت عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21]، وقد أمر الشرعُ الشريف الزوجَ بإحسان عِشْرة زوجته، حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حُسْن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» (رواه الترمذي).
وتابعت: "حَثَّ الشرع على الرِّفْق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق في الأمر كله؛ فقال: «إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إلا شانَه» (رواه مسلم)".
واستدركت الدار، قائلة: "لم يَرِد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد أهان أو ضرب أحدًا من زوجاته أبدًا، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا، ...» (أخرجه مسلم)".