يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إن (لحظة صبر في لحظة غضب تمنع ألف لحظة ندم)، لذلك فإن المؤمن القوي ليس يستطيع كسر الحائط بيده، أو من يستطيع أن يضرب أكثر من شخص، وإنما هو الذي يمسك نفسه عند الغضب.
فقد جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، لأن الإنسان حينما يحتدم الحنق في قلبه، ويمتلئ غيظاً وغضباً فإن السيطرة على النفس عند ذلك وكبح جماحها عن التعدي يحتاج إلى صبر عظيم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد)، يعني، ليس الإنسان الشديد هو الذي يصرع الناس كثيراً، وإنما العكس تمامًا، وهو الذي يملك نفسه عن الغضب.
جمرة شيطانية
الغضب إنما هو جمرة من الشيطان يلقيها في قلب الإنسان، ومن ثم فإن الإنسان بحاجة إذا ألقى الشيطان في قلبه جمرته أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لأن ذلك يدفع أثره، ثم هو بحاجة إن كان قائمًا أن يجلس، لأن ذلك أثبت للإنسان، فيلزم الأرض، فلا يكون منه تعد في الخطى والمشي فيضر نفسه، أو يضر غيره، فإن لم ينفع معه ذلك فإنه يضطجع، وبالتالي فإنه لا يكون له حراك وانتقال فيصدر منه قتل أو أذية أو نحو ذلك، وإن كان الأفضل من كل ذلك، أن يتوضأ، لأن ماء الوضوء ينزل على الشيطان فيحرقه، بينما يبرد صاحبه، ويعيده إلى توازنه مجددًا، فإذا فعل الإنسان هذه الخطوات خف عليه هذا الغضب، ثم هو بحاجة أيضاً إلى سيطرة على لسانه فلا يتكلم ولا يشتم ولا يصدر منه ما لا يليق من طلاق وتحريم وغير ذلك، حتى لا يندم ثم يضطر للبحث عن حل.
اقرأ أيضا:
الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلامابتعد قليلاً
ابتعد قليلا عن مكان الغضب، فإن كنت متزوجًا، ووقعت مشكلة ما مع زوجتك، اخرك أنت من المنزل حتى لا تتفاقم الأمور بينك وبينها، فتقع في الخطأ ثم تندم عليه، لأنه لو بقي معها وهي تقول كلمة وهو يقول كلمة وقد حضر الشيطان بينهما فيغري كل واحد منهما بالقول والكلام البذيء، فإن ذلك من شأنه أن يجعل كل واحد منهما متحفزًا للانتقام لنفسه والغلبة في هذا الموقف الذي احتدم فيه الصراع، فيحصل ما لا تحمد عقباه،
لكن العاقل يخرج ويقطع الطريق على الشيطان، ويتوضأ ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى تهدأ نفسه، ويروى أن رجلين اشتبكا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغضب أحدهما حتى انتفخت أوداجه واحمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».