بقلم |
فريق التحرير |
الاحد 07 سبتمبر 2025 - 10:20 م
في حياة الإنسان محطات فاصلة وفرص ثمينة، قد لا تتكرر مرة أخرى، ومن بين تلك الفرص الوقت الذي هو رأس مال الإنسان الحقيقي، إن ضاع ضاع معه العمر، وإن استُثمر كان سبباً للفلاح في الدنيا والآخرة. وقد حثَّ الإسلام على المسارعة إلى الخيرات واغتنام الفراغ فيما ينفع، فجعل ذلك من سمات المؤمنين الصادقين.
دعوة القرآن الكريم إلى المسارعة
ورد في كتاب الله تعالى قوله﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: 148]
وفي موضع آخر:﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [الحديد: 21].
وهذا تأكيد قرآني على أن الخير ميدان سباق بين العباد، لا مجال فيه للتقاعس أو التسويف.
توجيه نبوي كريم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك"، رواه الحاكم.
فالفراغ نعمة، لكنه قد ينقلب إلى نقمة إذا لم يُستثمر فيما ينفع من علمٍ أو عملٍ صالح أو نفعٍ للناس.
صور من المسارعة للخيرات
المبادرة إلى أداء الصلوات في أوقاتها.
الحرص على أعمال البر مثل الصدقة وصلة الرحم.
استثمار أوقات الفراغ في القراءة النافعة أو الرياضة المفيدة أو التطوع لخدمة المجتمع.
المسارعة في الإصلاح بين الناس ومساعدة المحتاجين.
أثر اغتنام الوقت في حياة الفرد والمجتمع
المجتمع الذي يتسابق أبناؤه إلى الخيرات، هو مجتمع متماسك تسوده المحبة والتعاون. والفرد الذي يستثمر أوقاته في الخير يحقق لنفسه السعادة والبركة في العمر والعمل. فالوقت إذا ضاع لا يعود، والفرص إذا ذهبت لا تتكرر.
دعوة للتأمل والعمل
في زمن كثرت فيه وسائل اللهو وضاعت فيه الأوقات، يصبح لزاماً علينا أن نعيد النظر في كيفية استثمار ساعات أعمارنا. ولنرفع شعار: "إذا لم تشغل نفسك بالخير، شغلتك بالباطل".
وأخيرا فإن المسارعة للخيرات ليست مجرد فضيلة، بل هي طريق النجاة وسرّ التوفيق، واغتنام الفراغ دليل وعي المؤمن بأمانة العمر. فلنجعل أيامنا عامرة بالطاعات، وساعاتنا معمورة بالعمل الصالح، لعلها تكون سبباً للفوز برضا الله وجنته.