آفة التسويف بالتوبة... حين يخدع الإنسان نفسه بالأمل الكاذب
بقلم |
فريق التحرير |
الاربعاء 05 نوفمبر 2025 - 04:30 م
التوبة باب عظيم فتحه الله لعباده مهما عظمت ذنوبهم وكثرت خطاياهم، فهي سبيل النجاة وطريق العودة إلى الله تعالى. غير أن من الناس من يسوّف بالتوبة ويؤجلها يومًا بعد يوم، حتى يفجأه الموت ولم يتب، فيخسر الدنيا والآخرة. إن التسويف في التوبة من أخطر الأمراض القلبية التي تضعف الإيمان وتُغري النفس بالتمادي في المعاصي.
يعيش كثير من الناس في وهمٍ خطير، إذ يظنون أن العمر طويل وأن باب التوبة سيبقى مفتوحًا إلى ما لا نهاية. يقول أحدهم: "سأتوب غدًا"، ويقول آخر: "عندما أكبر"، وثالث يؤجل حتى "بعد رمضان"، ولا يدري هؤلاء أن الموت يأتي بغتة، وأن التأجيل هو خداع من الشيطان.
قال تعالى: "وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتقين" [آل عمران: 133]. فالله يأمرنا بالإسراع لا بالتأجيل، لأن العمر قصير والفرص محدودة.
وقد قال النبي ﷺ: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".
إن التسويف بالتوبة يولّد القسوة في القلب، ويجعل الإنسان يستسهل الذنوب حتى تصبح عادة لا يستطيع تركها. كما أن الشيطان يستغل هذا الضعف ليزرع الأمل الكاذب في النفس بأن هناك وقتًا لاحقًا للتوبة، فينام الإنسان على الغفلة ويموت على الحسرة.
إن الواجب على المسلم أن يبادر بالتوبة الصادقة دون تأخير، وأن يعلم أن كل لحظة تمر قد تكون آخر فرصة في حياته. التوبة ليست ضعفًا، بل قوة وعزم على تصحيح الطريق، والله تعالى وعد التائبين بالمغفرة والرحمة. فلنقل جميعًا اليوم قبل الغد: "اللهم تب علينا توبة نصوحًا قبل الموت، واغفر لنا بعد الموت".