حذرت دراسة من أن مرضى الربو معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.

ووفقًا للدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة ويسكونسن، فإن مرضى الربو أكثر عرضة بمرتين لتراكم اللويحات الزائدة في الشرايين التي تنقل الدم إلى الدماغ مقارنة بالأشخاص غير المصابين.

ويُعد الانسداد في الشرايين السباتية أحد أكبر عوامل الخطر لأمراض القلب والأوعية الدموية، وهو وراء ثلاثة أرباع السكتات الدماغية الإقفارية.

الالتهاب يزيد خطر تلف الأوعية الدموية

ويؤدي الربو إلى تراكم اللويحات بسبب ارتفاع مستويات الالتهاب، مما يزيد من خطر تلف الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تكون اللويحات.

وأظهرت الدراسة التي شملت حوالي 5029 بالغًا بمتوسط عمر 61 عامًا من المصابين بالربو، أنهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب.

وأجرى الباحثون، فحصًا للمشاركين بالموجات فوق الصوتية على الشرايين السباتية - التي تنقل الدم من القلب إلى الرأس والرقبة.

وقسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات: الأشخاص المصابون بالربو المستمر، والذين يُعرفون بأنهم يحتاجون إلى علاج يومي، والربو المتقطع، والذين لديهم تاريخ من الحالة ولكنهم لا يحتاجون إلى دواء، ولا يعانون من الربو.

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

الربو المزمن

وكان 109 مشاركًا يعانون من الربو المستمر - الذي يتطلب علاجًا يوميًا - و388 شخصًا يعانون من الربو المتقطع - حيث تم تشخيصهم بالحالة سابقًا، لكنهم لم يكونوا بحاجة إلى دواء يومي وقد يكون بالفعل في حالة هدوء. ولم يكن لدى 4532 آخرين مرضى.

ويعاني ثلثا الأشخاص المصابين بأشد حالات الربو من ترسبات في الشرايين السباتية، مقارنةً بنصف المصابين بالربو المعتدل وغير المصابين بالربو.

وبعد التعديل حسب العمر والجنس والعرق والوزن والحالات الصحية الأخرى واستخدام الأدوية الموصوفة والتدخين، أظهرت النتائج أنه كان لدى المشاركين المصابين بالربو المستمر احتمالات أعلى مرتين تقريبًا للإصابة باللويحات في الشرايين السباتية مقارنة بمن لايعانون من الربو.

وأظهرت النتائج بين مرضى الربو المزمن أن 67 في المائة لديهم لويحات، وحوالي اثنين في المتوسط. للمقارنة، من بين أولئك الذين لم يصابوا بالربو ، كان 50.5 في المائة لديهم لويحات مع واحدة في الأوعية الدموية.

ومن بين المصابين بالربو المتقطع، كان لدى 49.5 في المائة منهم لويحات بمتوسط واحد في الأوعية - والتي لم تختلف بشكل كبير عن مجموعة غير المصابين بالربو.

كما أظهرت اختبارات الدم للكشف عن الالتهاب أن المصابين بالربو بشكل مستمر لديهم مستويات التهاب أعلى من أولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة.

العلاقة بين الربو وأمراض القلب والسكتة الدماغ

وبناء على النتائج التي نُشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية، حذر العلماء من أن المصابين بالربو المزمنين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

وأجرى العلماء الدراسة لتحديد ما إذا كان مرضى الربو لديهم المزيد من اللويحات في الشرايين السباتية.

قال الدكتور ماثيو تاترسال، خبير القلب والأوعية الدموية في جامعة ويسكونسن، قائد الدراسة: "إن أهم رسالة من نتائجنا هي أن أشكال الربو الأكثر أهمية مرتبطة بمزيد من أمراض القلب والأوعية الدموية وأحداث القلب والأوعية الدموية".

ويمكن أن تكون معالجة عوامل الخطر القلبية الوعائية من خلال تعديل نمط الحياة والسلوك أداة وقائية قوية للمرضى الذين يعانون من أشكال أكثر حدة من الربو.

وأضاف تاترسال: "نعلم أن ارتفاع مستويات الالتهاب يؤدي إلى آثار سلبية على نظام القلب والأوعية الدموية".

والربو هو مرض شائع غير قابل للشفاء يؤثر على الأنابيب الصغيرة داخل الرئتين. وعندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه مادة ما - مثل حبوب اللقاح والجراثيم التي يطلقها العفن - تصبح المجاري الهوائية ملتهبة أو منتفخة، مما يقيدها ويجعل التنفس أكثر صعوبة.

ويمكن للمصابين بأمراض خطيرة السيطرة على الحالة عن طريق تناول الأدوية بانتظام، أو استخدام جهاز الاستنشاق للتخفيف من الأعراض.