حذرت دراسة من أن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ يساهم في زيادة حالات الصداع النصفي والمشاكل العصبية.

ووفقُا للدراسة، فإن تغير المناخ مرتبط بزيادة أعراض مرض باركنسون والخرف والتصلب المتعدد، بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب.

ووجدت الدراسة التي نشرت نتائجها في "المجلة الطبية لطب الأعصاب"، أن الطقس الأكثر دفئًا يزيد من انتقال العدوى التي تنقلها الحشرات، مما يؤكد الآثار المدمرة لزيادة درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم.

وتقول الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة، إن درجات الحرارة زادت بمقدار 0.32 درجة كل عقد منذ عام 1980.

وقام الباحثون بتمشيط مئات الدراسات حول الملوثات والتغيرات المناخية ودرجات الحرارة والأمراض العصبية لدى البالغين التي يعود تاريخها إلى عام 1990.

ووجدوا أن فصول الصيف الأكثر دفئًا والظواهر الجوية الأكثر قسوة تزيد من الضغط على قلب الإنسان حيث يعمل بجهد أكبر لضخ الدم والبقاء باردًا، مما أدى إلى تفاقم الأمراض الرئيسية والثانوية.

كما تفاقمت مجموعة الأمراض بسبب الجفاف، وهو أمر شائع بشكل متزايد في المناخات الحارة. إذ يمكن أن يؤدي نقص الماء إلى تقلص أنسجة المخ البشري والضغط على الأعصاب.

جزيئات الملوثات الدقيقة

ووجدت الدراسة غير الخاضعة لمراجعة الأقران، أن النترات المحمولة جوًا وجزيئات الملوثات الدقيقة الناتجة عن تغير المناخ يتم امتصاصها أيضًا في مجرى الدم، مما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الدماغ والأمراض العصبية.

وقال مؤلف المراجعة أندرو داوان، دكتوراه في الطب من عيادة كليفلاند، بولاية أوهايو، وعضو الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب: "على الرغم من أن المجتمع الدولي يسعى إلى خفض ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 2.7 درجة فهرنهايت قبل عام 2100، فقد حدثت بالفعل تغييرات بيئية لا رجعة فيها، ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، ستستمر هذه التغييرات".

وأضاف: "بينما نشهد تأثيرات ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض على صحة الإنسان، من الضروري أن يتوقع أطباء الأعصاب كيف يمكن أن يتغير المرض العصبي."

ووجدت الدراسة أن تغير المناخ وسع المناطق التي تعرض فيها الأحوال الجوية المزيد من الناس لفيروس غرب النيل والتهاب السحايا بالمكورات السحائية والتهاب الدماغ الذي ينقله القراد.

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

الكوارث الطبيعية

بالإضافة إلى ذلك، تؤدي الكوارث الطبيعية الأقوى والأكثر تواترًا الناجمة عن الاحتباس الحراري إلى اضطرابات في الرعاية الطبية. قال الباحثون إن هناك "حاجة غير ملباة في التخطيط" للرعاية العصبية "في مواجهة عدم الاستقرار البيئي".

قال داوان، المؤلف الرئيسي للدراسة: "يطرح تغير المناخ العديد من التحديات للبشرية، بعضها لم تتم دراسته جيدًا. على سبيل المثال، لم تجد مراجعتنا أي مقالات ذات صلة بالتأثيرات على الصحة العصبية من جراء انعدام الأمن الغذائي والمائي، ومع ذلك فهي مرتبطة بشكل واضح بصحة الجهاز العصبي وتغير المناخ".

وأضاف أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث حول كيفية تأثير تلوث الهواء على الجهاز العصبي وكيفية التخفيف من انتشار الأمراض المرتبطة بالمناخ وعلاجها.