أظهرت دراسة أن كبار السن الذين أبلغوا عن شعورهم بالوحدة يواجهون خطرًا أكبر للوفاة في غضون 30 يومًا بعد الجراحة غير الاختيارية، مما يبرز الحاجة إلى تحسين استراتيجيات التعافي والدعم.

في رسالة بحثية نُشرت في دورية "جاما سيرجري"، أشار فريق من الباحثين من جامعة ميشيجان إلى أن أكثر من 40 في المائة من كبار السن يعانون بانتظام من الشعور بالوحدة - وقد ارتبط الشعور بالوحدة بزيادة خطر الإصابة بحالات طبية بما فيها السكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية. والخرف - والموت المبكر.

لكنه من غير الواضح ما إذا كانت الوحدة تؤثر على نتائج ما بعد الجراحة، وإذا كان الأمر كذلك، كيف يمكن تحسين الدعم لكبار السن بعد الجراحة.

تضمنت الدراسة، تحليلًا بأثر رجعي لبيانات من دراسة الصحة والتقاعد، المرتبطة بمطالبات مرضى التأمين الصجي ما بين عامي 2004 و2016، وشملت ما يقرب من 4400 مريض، متوسط أعمارهم 75 عامًا، وخضعوا لجراحة عامة أو تجميلية أو الأوعية الدموية أو أمراض النساء.

حساب الشعور بالوحدة

تم حساب الشعور بالوحدة على أساس الإبلاغ الذاتي للمشاركين في استطلاع موحد يسأل عن نقص الرفقة، والشعور بالإهمال، والشعور بالعزلة عن الآخرين؛ ونظر الباحثون في معدل الوفيات لمدة 30 يومًا بعد الجراحة.

وأظهرت النتائج، وفاة 36 من 3830 مريضًا، أو 0.9 في المائة من الأشخاص في المجموعة الذين خضعوا لعملية جراحية اختيارية، مقابل 46 من 623، أو 7.4 في المائة توفوا في مجموعة الجراحة غير الاختيارية.

وفقًا للباحثين، لم يرتبط الشعور بالوحدة بالوفيات لمدة 30 يومًا بين المرضى الذين يخضعون لعملية جراحية اختيارية.

ومن بين هؤلاء المرضى الذين خضعوا لجراحة غير اختيارية، ارتبط الشعور بالوحدة بزيادة خطر الوفاة خلال 30 يومًا: زادت احتمالات الوفاة بنسبة 76 في المائة لكل نقطة زيادة إضافية في درجة الوحدة التي تم الإبلاغ عنها ذاتيًا خلال عملية المسح.

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

لا يعانون من مشاكل نفسية

ووفقًا للدراسة، لم يكن معظم المشاركين يعانون من اضطرابات نفسية أخرى أو أعراض اكتئاب، وكان معظمهم متزوجين ويعيشون مع أبنائهم أو بالقرب منهم، وكان معظمهم من الطبقة المتوسطة.

قال الدكتور باسيثورن أ.سوانابول، مؤلف مشارك في الدراسة لوكالة "يو بي آي" : "علينا أن ندرك أن الوحدة هي تصور العزلة أو الفجوة في الاتصال الاجتماعي وليس التجربة الفعلية. لذلك، حتى في أولئك الذين لديهم أزواج أو أبناء، قد لا يزال الشعور بالوحدة هو الشعور بالوحدة".

وبحسب الباحثين، فإن الدراسة تسلط الضوء على الحاجة إلى تدخل أفضل. قد تتضمن الاستراتيجيات المحتملة متابعة عن كثب بعد الجراح ، إما شخصيًا أو عن بُعد.

وأضافوا أنه يمكن استخدام ما يسمى ب "ملاحي الرعاية"، الذين يساعدون المرضى على تجاوز تعقيدات نظام الرعاية الصحية، أو الشبكات المجتمعية مثل الوجبات على عجلات، في وقت مبكر في فترة ما بعد الجراحة لتقديم دعم أفضل.

ولاحظ الباحثون أن الإبلاغ الذاتي عن الشعور بالوحدة يعتبر دقيقًا للغاية. لكنهم قالوا إن أحد قيود الدراسة هو أنه تم تقييم الشعور بالوحدة عند تقديم المسح، وليس في وقت الجراحة.

وأضاف سوانابو، أستاذ الجراحة المساعد في جامعة ميشيجان، أن مثل هذا التوقيت "قد يؤثر على النتائج التي توصلنا إليها وقد لا يعكس الطبيعة المؤقتة أو السياق الذي يمر به الشخص أو يشعر بالوحدة".

وتابع: "قد تكون الوحدة أيضًا وكيلًا للضعف الاجتماعي أو الضعف، والذي يتم تعريفه على أنه موارد غير كافية لتلبية الاحتياجات الاجتماعية الأساسية" ، مستشهدًا بأبحاثه السابقة التي تستكشف كيف أدى الحرمان الاجتماعي إلى نتائج جراحية أضعف بين مرضى السرطان الأكبر سنًا.