حذر باحثون من أن أكثر من مليار شاب معرضون لخطر فقدان السمع، نتيجة الاستخدام الواسع لسماعات الرأس، وكذلك بسبب التواجد في أماكن الموسيقى الحية الصاخبة.

وجاء التحذير بعد أن قام فريق دولي من الأكاديميين بمراجعة أكثر من 30 دراسة في 20 دولة شملت ما يقرب من 20 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 12 و34 عامًا.

وخلصوا إلى أن ما يتراوح ما بين ربع ونصف الأشخاص يستمعون بانتظام إلى الأجهزة ويذهبون إلى الحفلات الموسيقية، حيث يتم تشغيل الموسيقى على مستويات غير آمنة.

حجم الصوت الآمن

ويعتبر حجم الصوت الأقل من 80 ديسيبل آمنًا للبالغين، بينما يتم اعتبار 75 ديسيبل آمنًا للأطفال.

ويقول خبراء السمع، إن حجم الصوت الذي يزيد عن 85 ديسيبل من المحتمل أن يتسبب في تلف السمع. ومع ذلك، كان ما يصل إلى نصف الأشخاص يستمعون بانتظام إلى صوت يصل إلى 1112 ديسيبل.

وبناءً على التحليل، يقدر الباحثون أن العدد العالمي للمراهقين والشباب الذين قد يتعرضون لخطر فقدان السمع نتيجة لذلك يتراوح من 670 مليون إلى 1.35 مليار.

وخلص التقرير إلى أن "هناك حاجة ملحة للحكومات والصناعة والمجتمع المدني لإعطاء الأولوية للوقاية من فقدان السمع العالمي من خلال تعزيز ممارسات الاستماع الآمنة".

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

أضرار الموسيقى الصاخبة

ويمكن أن يسبب الإفراط في تحفيز الشعر الصغير في الأذنين من خلال الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة ضررًا دائمًا.

يوجد في كل أذن، بنية الأذن الداخلية التي تسمى القوقعة - والتي تستقبل الصوت على شكل اهتزازات – 15 ألف شعرة. وهذه الخلايا الشعرية الحسية الدقيقة ضرورية للمساعدة في اكتشاف الموجات الصوتية - لكنها هشة للغاية، ولا تتجدد، لذا فإن الضرر الذي يلحق بها دائم - وهو سبب شائع بين الأشخاص الذين يعانون من بعض أنواع فقدان السمع.

وأنشأ باحثون من السويد وسويسرا والمكسيك وساوث كارولينا تقديرًا عالميًا للشباب الذين سيعانون من ضعف السمع من خلال مراجعة 33 دراسة، نظر نصفها تقريبًا في استخدام الأشخاص لأجهزة الاستماع الشخصية، بينما ركز الباقي على أماكن الترفيه الصاخبة.

ووجد الباحثون أن 24 في المائية من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 34 عامًا تعرضوا لأحجام كبيرة بشكل خطير من استخدام سماعات الرأس وأجهزة الاستماع الشخصية الأخرى، في حين أن 48 في المائة منهم معرضون للضرر من أماكن الموسيقى الحية.

ونظرًا لوجود ما يقرب من 2.8 مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 12 و 34 عامًا في جميع أنحاء العالم، فقد قدر الفريق أن ما يصل إلى 1.35 مليار شخص في هذه الفئة العمرية معرضون لخطر فقدان السمع.


ووفقًا لتقدير منظمة الصحة العالمية، التي دعمت البحث، الذي نشرت نتائجه في المجلة الطبية البريطانية "جلوبا هيلث"، فإن أكثر من 430 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون حاليًا من ضعف السمع.

ودقت هيئة الصحة العامة العالمية ناقوس الخطر بشأن ضعف السمع المرتبط بالتعرض لمستويات عالية من الصوت.

في عام 2019، أصدرت إرشادات آمنة بشأن الضوضاء للبلدان الأوروبية، مشيرة إلى الضوضاء الزائدة باعتبارها "مشكلة صحية عامة مهمة". وفي عام 2015، أطلقت المنظمة حملة "اجعل الاستماع آمنًا" التي تهدف إلى زيادة الوعي بفقدان السمع الناجم عن الضوضاء والدعوة إلى التدخلات التي تحمي الناس من الضوضاء الزائدة.

وقالت الدراسة الجديدة، إن "هناك حاجة ملحة للحكومات والصناعة والمجتمع المدني لإعطاء الأولوية للوقاية من فقدان السمع العالمي من خلال تعزيز ممارسات الاستماع الآمنة".