على خلاف أشياء كثيرة يمر بها عبر حياته، فإن الموت هو التجربة الوحيدة التي لن يعود بعدها الإنسان ليتحدث للآخرين عنها باستثناءات قليلة لبعض الناس الذين كانوا على وشك الموت، لكتهم نجوا بأعجوبة، وكشفوا لاحقًا عن رحلتهم المؤقتة في الانتقال إلى العالم الآخر.

وفي هذا السياق، استمع الأطباء إلى أكثر من 20 مريضًا بالولايات المتحدة وبريطانيا توقفت قلوبهم فجأة أثناء وجودهم داخل المستشفى، والذين تحدثوا بعد إنقاذهم عن رحلتهم القصيرة مع الموت.

وأظهرت النتائج، أن هناك خمسة مواضيع رئيسية سيطرت على تجارب هؤلاء "العائدين من الموت"، شملت "تقييم الحياة"، مثل رؤية الذكريات، وتقييم كيفية معاملتهم للآخرين خلال فترة حياتهم. وشعر آخرون بأنهم "يتجهون إلى وجهة"، أو أنهم كانوا على علم بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي لهم.

قال الدكتور سام بارنيا، مؤلف الدراسة، وخبير الرعاية الحرجة من مركز لانجون هيلث الطبي بنيويورك، إن المرضى يمكنهم أيضًا أن يكونوا على دراية بالأنشطة في العناية المركزة بعد الإنعاش القلبي الرئوي وسماع الأطباء المعالجين لهم.

ارتفاع في الوعي

أضاف الطبيب البريطاني، الذي أمضى عقدين من الزمن في التحقيق فيما يحدث عندما يتوقف القلب، أن أولئك الذين كانوا على حافة الموت ظلوا، على مدى عقود، يعانون من ارتفاع في الوعي.

لكنه أوضح أن النتائج الجديدة تظهر أن هذا هو الحال حتى عندما يكون المرضى غير واعين و"في حالة موت"، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

وفحصت دراسة الدكتور بارنيا، تجارب 53 رجلاً وامرأة تلقوا الإنعاش القلبي الرئوي بعد تعرضهم لسكتة قلبية وتعافوا.

وأثناء خضوعهم لعملية الإنعاش، تم توصيل أجهزة مراقبة الدماغ بهم لمعرفة ما إذا كانت هناك أي إشارات بأن أدمغتهم كانت تستقبل المعلومات. وعرضت الأجهزة أيضًا صورًا على شاشة أمام المريض أثناء تلقيه العلاج، وشغلت مقاطع صوتية لكلمات تُقرأ كل خمس دقائق - مثل التفاح والكمثرى والموز.

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

يحترق في الجحيم

وبينما يتذكر بعض المرضى أشياء محددة، قال الدكتور بارنيا إن بعض "الذكريات" ربما أسيء تفسيرها لأحداث طبية.

ومن الأمثلة على ذلك مريض يعتقد أنه "يحترق في الجحيم". قال الدكتور بارنيا إن هذا من المحتمل أن يكون رد فعل على الشعور بالحرقان من نقط البوتاسيوم.

بينما ذكر اثنان من 28 مشاركًا تمت مقابلتهم بأنهما سمعا الطاقم الطبي أثناء خضوعهما لعملية الإنعاش. وتذكر أحد المرضى أنه رأى الطاقم الطبي أثناء عمله وشعر بصدره يحك. وأبلغ ثلاثة عن تجارب تشبه الأحلام، تضمنت إحداها صيادًا غنيًا.

وكشف مشاركون عن شعورهم بعملية الإنعاش القلبي الرئوي وقتما كانت تجري على جسدهم، بينما تذكر آخرون تقييم حياتهم والتفكير في كيفية تأثيرهم على الآخرين.

وتذكر ستة من 28 مريضًا تمت مقابلتهم تجربة الموت، حيث سمع شخص واحد جدتهم المتوفاة تطلب منها العودة إلى جسدها. بينما شعر البعض بأنهم متجهون إلى وجهة اعتبروها موطنًا لهم. وتذكر آخرون الأنشطة في العناية المركزة بعد خضوعهم للإنعاش.

قال الدكتور بارنيا: "نحن نصنف الشهادات التي حصل عليها الناس وتمكنوا من تحديد أن هناك تجربة وفاة فريدة من نوعها، والتي تختلف عن التجارب الأخرى التي قد يمر بها الأشخاص في المستشفى أو في أي مكان آخر. وهذه ليست هلوسات، إنها ليست أوهامًا، إنها ليست أوهامًا، إنها تجارب حقيقية تظهر عندما تموت".

فقط 53 من أصل 567 مريضًا، أي أقل من 10 في المائة من الذين خضعوا للدراسة، خرجوا من المستشفى أحياء.

ومن بين هؤلاء، لم يتسن إجراء مقابلات مع 25 منهم بسبب سوء الحالة الصحية. وسُئل الـ 28 الباقون عن تجربتهم بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من السكتة القلبية.

تم طرح أسئلة مفتوحة على المشاركين الذين اجتازوا نتيجة اختبار عقلي مختصر، لتحديد كيفية عمل الدماغ، حول تجاربهم أثناء خضوعهم للإنعاش.