على عكس المقولة الشائعة من أن "السعادة لا تشترى بالمال"، توصلت دراسة إلى أن الأشخاص الذين حصلوا على مبلغ 10 آلاف دولار لمرة واحدة كانوا أكثر سعادة من أقرانهم بعد شهور من إنفاق المبلغ بأكمله.
في تجربة اجتماعية فريدة من نوعها، قام باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية بتجنيد 300 شخص في سبع دول، وقدموا لحوالي النصف منهم 10 آلاف دولار.
وتمت مراقبة هؤلاء الأشخاص لمدة ستة أشهر ومقارنتهم بمجموعة استمرت في حياتها الطبيعية ولم تتلق أي أموال.
بحلول نهاية الدراسة، أفاد الأشخاص الذين حصلوا على المال بأنهم يشعرون بالسعادة بغض النظر عن كيفية إنفاقها. وكان الشعور بالسعادة أكبر لدى أولئك الذين كان لديهم مل أقل قبل الدراسة، وفقًا للنتائج التي نشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة.
وأعاد اثنان من المانحين الأثرياء المجهولين، توزيع مليوني دولار من أموالهم في تحويلات "باي بال" بقيمة 10 آلاف دولار على 200 شخص حول العالم، بالشراكة مع منظمة (تيد) الإعلامية.
وتم تجنيد 300 مشارك من ثلاث دول منخفضة الدخل - البرازيل وإندونيسيا وكينيا - وأربع دول غنية: أستراليا وكندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وتم اختيار الأشخاص الذين حصلوا على مبلغ 10 دولار نقدًا بشكل عشوائي.
قام الباحثون بحساب رفاهية المشاركين من خلال قياس مدى رضاهم عن الحياة على مقياس من واحد إلى سبعة، وعدد المرات التي شعروا فيها بمشاعر إيجابية، مثل السعادة، والمشاعر السلبية مثل الحزن، على مقياس من واحد إلى خمسة.
ووقع الاختيار على المشاركين، الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و 78 عامًا، عبر منصة "تويتر" في ديسمبر 2020، وكان دخلهم يتراوح من 0 دولار إلى 400 ألف دولار، بمتوسط 54 ألفًا و394 دولارًا.
وكان الأفراد عمومًا يتمتعون بمستوى تعليمي جيد، حيث حصل 82 في المائة منهم على درجة بكالوريوس أعلى.
ولم يعرفوا ما الذي كانوا يشتركون فيه، ودُعوا لتقديم طلب للحصول على تجربة غامضة من خلال استكمال استطلاع أولي جمع بعض المعلومات الشخصية وقياسًا أوليًا لرفاهيتهم.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟وقالت التغريدة إن التجربة ستكون "مثيرة ، ومفاجئة، ومستهلكة للوقت إلى حد ما، وربما مرهقة، ولكنها قد تغير الحياة أيضًا".
وتلقى ثلثا المشاركين المحظوظين رسائل بريد إلكتروني تخبرهم أنهم سيحصلون على 10 آلاف دولار. وطُلب من 200 شخص حصلوا على الأموال أن ينفقوها في غضون ثلاثة أشهر، بينما لم يتلق المائة الآخرون أي أموال.
واشترى معظم الذين حصلوا على النقود أشياء مثل السيارات، أو أنفقوها على تجديد المنزل.
في الأشهر الثلاثة التي أعقبت دفع الأموال، قام جميع المشاركين البالغ عددهم 300 شخص بملء استبيانات شهرية لحساب رفاههم الشخصي. كما أكملوا مسحًا بعد ستة أشهر من توزيع الأموال عليهم.
أبلغ أفراد المجموعة الذين تلقوا كل منهم 10 آلاف دولار عن مستويات أعلى من السعادة بعد ثلاثة أشهر من الإنفاق من أولئك الذين لم يحصلوا على أي نقود.
وبعد ستة أشهر، كان لا زال الأشخاص الذين حصلوا على المال يشعرون بسعادة أكبر مما كانوا عليه قبل التجربة.
وكانت مكاسب السعادة أعلى لمن كان لديهم أقل. واكتسب المقيمون في البلدان منخفضة الدخل سعادة أكبر ثلاث مرات من أولئك الذين يعيشون في البلدان ذات الدخل المرتفع.
وتلقى الأفراد الذين يكسبون 10 آلاف دولار سنويًا ضعف السعادة التي حصل عليها أولئك الذين يكسبون 100 ألف دولار. بينما لم يبلغ أولئك الذين لديهم دخل يزيد عن 123 ألف دولار عن تحسن كبير في الرفاهية.
وبما أن 99 في المائة من الناس يكسبون أقل من هذا المبلغ، فإن النتائج تشير إلى أن المدفوعات النقدية لمرة واحدة يمكن أن تفيد معظم سكان العالم.
وسجل الباحثون كيف أنفق الأفراد المبلغ الذي حصلوا عليه، وهم يبحثون الآن عما إذا كانت أي أنواع معينة من المشتريات قد أدت إلى أقصى درجات السعادة.
قال المؤلف المشارك في الدراسة رايان دواير لشبكة إن بي سي نيوز : "عشرة آلاف دولار في أماكن معينة حول العالم يمكن أن تشتري لك الكثير حقًا. أنفق بعض الناس الكثير من الأموال في سداد أقساط الرهن العقاري أو القيام بتجديد كبير لمنزلهم".
اقرأ أيضا:
التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشر