أخبار

احذر.. هذه الأطعمة تسبب مرض الصدفية

دراسة: ضرب الكرة بالرأس يشكل خطرًا على أدمغة اللاعبين

«سبحانك تبت إليك».. كيف تاب الله على موسى؟

تقشعر لها الأبدان.. كيف ترد لنا الأرواح ونخرج للحساب؟

والله يحب المحسنين.. كيف تكون منهم؟

آيات قرآنية تحصن بها نفسك من السحر والجن

آيات الله في الكون.. لماذا جعل الله الهواء ملكًا له وحده بعكس الطعام؟ (الشعراوي يجيب)

آيات وأذكار لتهدئة روع الأطفال ووقفهم عن الصراخ

إذا كنت تفكر في التعدد.. اعرف الشروط أولاً؟!

حكمة عربية مذكورة في التوراة.. ماذا قال عنها النبي؟

كيف تربي طفلا مبدعا في بيتك؟

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 01 سبتمبر 2021 - 01:16 م


 

لا يحب أي إنسان في عالمنا هذا أن يتفوق عليه غير ابنه فقط، فكل منا يحلم بأن يكون أبناؤنا أفضل منا وأكثر إبداعا، ولكن مع كثرة الضغوط التعليمية وتدني نتائج الثانوية العامة، وصعوبة الالتحاق بكليات القمة، والتخطيط للمستقبل نتيجة التطور التكنولووجي واتساع رقعة التنافس بين الطلاب، فقد قلت حظوظ أبنائنا في الوصول إلى ما نحلم به معهم.

فكيف تخلق إنسان مبدعا في بيتك؟ وكيف تخطط لابنك؟

أولا: كثرة السؤال

عن مغيرة قال: قيل لابن عباس رضي الله عنهما: كيف أصبت هذا العلم؟ قال: «لساناً سؤولاً، وقلباً عقولاً».

 وعن الحسن، قال: كان عمر رضي الله عنه إذا ذكر ابن عباس قال: «ذلك فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول».

لم يكن ابن عباس رضي الله عنه عالماً فحسب، ولا مفسراً للقرآن فحسب، لقد كان ظاهرة علمية فريدة، تعتني بتوليد الأسئلة وإيراد الاعتراضات وتشييد الحجج والأدلة والغوص في المعاني والعلل.

 قال سعيد بن جبير: «كان ناس من المهاجرين قد وجدوا على عمر في إدنائه ابن عباس دونهم. وكان يسأله، فقال عمر: أما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون فضله. فسألهم عن هذه السورة: {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: ١]، فقال بعضهم: أمر الله نبيه إذا رأى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً أن يحمده ويستغفره. فقال عمر: يا ابن عباس! تكلم. فقال: أعلمه متى يموت، أي: فهي آيتك من الموت، فسبح بحمد ربك واستغفره».
  وعن ابن عباس قال: «دعاني عمر مع الأكابر، ويقول لي: لا تتكلم حتى يتكلموا، ثم يسألني، ثم يقبل عليهم، فيقول: ما منعكم أن تأتوني بمثل ما يأتيني به هذا الغلام الذي لم تستو شؤون رأسه!».

وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «ما رأيت أحداً أحضرَ فهماً، ولا ألبَّ لباً، ولا أكثرَ علماً، ولا أوسعَ حلماً من ابن عباس، لقد رأيتُ عمر يدعوه للمعضلات فيقول: قد جاءت معضلة، ثم لا يجاوز قوله؛ وإن حوله لأهل بدر».

لا شكَّ أن توقد الذهن الذي تحلى به ابن عباس موهبة ربانية منحه الله تعالى إياها، فتوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء له، عن ابن عباس قال: «ضمني النبي إلى صدره، وقال: «اللهم علمه الحكمة».

اقرأ أيضا:

ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟

ثانيا: تنتمية مهارة الاستنباط

 غير أن ثمة سبباً آخر في تربية الطفل المبدع  من تقصي أخباره، تلكم التربية العُمَرية التي كانت تحفّز فيه ملكة الإبداع والاستنباط، كما كانت تحفه بالأمان وتفرش له بساطاً من الحرية لتساعده على ذلك دون خوف أو قلق.

والاستنباط استخراج شيء من شيء آخر قد لا يشبهه. ولذا فإن الاستنباط جزء من الإبداع، والعرب تطلق ذلك عليه، قال ابن فارس: «قولهم أبدعت الشيء قولاً أو فعلاً إذا ابتدأته لا عن سابق مثال.

فتأمل العلاقة بين الاستنباط والإبداع، والتي تمثل علاقة الجزء بالكل.

فقد كان عمر بن الخطاب يشجع ابن عباس على الاستنباط، كما سبق ذكر ذلك في تأويل سورة النصر، حين رأى ابن عباس فيها نعيَ النبي صلى الله عليه وسلم، وعن إبراهيم التيمي قال: «خلا عمر بن الخطاب ذات يوم يحدث نفسه، فأرسل إلى ابن عباس، فقال: كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد، وكتابها واحد وقبلتها واحدة؟ فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين، إنا أنزل علينا القرآن، فقرأناه وعلمنا فيم أنزل، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرءون القرآن، ولا يعرفون فيم نزل، فيكون لكل قوم فيه رأي، فإذا كان لكل قوم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا، فزبره عمر وانتهره، فانصرف ابن عباس، ثم دعاه بعد فعرف الذي قال، ثم قال: إيه أعدْ علي».

فإننا أحوج ما نكون إلى تنمية الاستنباط وتربيته والتشجيع عليه وتهذيبه؛ إذ نحن نهدف إلى تربية العقل الإبداعي، فإن العقل الإبداعي لا يمل من الاستنباط واستخراج الأحكام وإعمال الدلائل والغوص في المسائل، وهذا ما نريده بالتحديد في تربيتنا للناشئة في حلقات القرآن ومجالس العلم والذكر وصفوف الدراسة: أن يتعودوا هذه المهارات.

 والذي يختلف عن مجرد التفكير الإبداعي، إذ تهدف التربية الإسلامية إلى أنْ يصبح العقل قادراً على استيعاب المستجدات، واحتواء الآفاق، ورؤية المستقبل، وتقليب المضامين، وإثارة الأسئلة.

وأول خطوة في تربية العقل الإبداعي أنْ يرى التلميذ فنون الإبداع تتجلى في شخصية أبيه ومعلمه، فهو يتعلمها بالممارسة والمعايشة أولاً وآخراً. كما أنَّ على الإدارة التربوية أنْ تضع المضمون المناسب لتربية الإبداع في نفوس التلاميذ على اختلاف أعمارهم، إذ لا يكفي في ذلك أنْ تقام بضع دورات في مهارات التفكير الإبداعي، برغم أهميتها، وإنما تصمم لها البرامج المناسبة وترسم لأجلها السياسات الملائمة القادرة على تحقيق هذا الهدف التربوي.

لا يألف منك ابنك ما يضره

يقول الله تعالى: {وَإذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ} [البقرة: 170]، قال الطبري رحمه الله: «استكبروا عن الإذعان للحقّ، وقالوا: بل نأتمُّ بآبائنا، فنتَّبع ما وجدناهم عليه، من تحليل ما كانوا يُحلُّون، وتحريم ما كانوا يحرّمون».

 من آفات الإلف أنه يضيق الأفق ويقصر النظر ويجمد التفكير، إنه يأسر العقل للماضي ويسوغ له هذا الأسر، ويشوه مفهوم الثبات المتعلق بالمنهج ليجعله مستوعباً للوسائل والأدوات والتقنيات، وإن تربية العقل الإبداعي كفيلة بأن تدفع هذا الداء.

 يقوم العقل الإبداعي بإثارة الأسئلة حول المألوفات، ثم هو يقيمها وينقدها؛ إذ يلزم التفكير الإبداعي أن يسبقه تفكيرٌ ناقد، ثم هو يصنع من تلك المألوفات أشياء غير مألوفة، وهذا هو جوهر الإبداع، ولعلك بهذا تتيقن أنَّ داء الإلف والعادة لا يجتمع والعقل الإبداعي، إذ هما يتناقضان، وعليه فإنَّ على المحاضن التربوية إذا عزمت على تربية العقل الإبداعي - الذي يستنبط ويكثر الأسئلة - أنْ تتنبه لخطورة هذا الداء.

فإنَّ التلاميذ إذا عايشوا محضناً خاضعاً لسيطرته فلن تفلح كل وسائل التربية في تكوين ملكة الإبداع، حيث التأثير الأعمق سيكون للمفاهيم التربوية التي تُغرس عن طريق المعايشة.

اقرأ أيضا:

التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشر

الكلمات المفتاحية

كيف تنشئ طفلا مبدعا كيف تعلم طفلك الابداع كيف تربي ابنك

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يحب أي إنسان في عالمنا هذا أن يتفوق عليه غير ابنه فقط، فكل منا يحلم بأن يكون أبناؤنا أفضل منا وأكثر إبداعا، ولكن مع كثرة الضغوط التعليمية وتدني نتا