غالبًا ما يمتنع الأطفال عن الاتصال بالعين إذا فعلوا شيئًا ربما يغضب الآباء، أو كانوا خائفين من شيء ما، فيما قد يكون الاتصال بالعين علامة منبهة على اصابة الطفل بالتوحد، وفقًا للخبراء.

وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، إن اضطراب طيف التوحد يمكن أن يؤثر على مهارات الاتصال لدى الشخص وقدرته على التواصل الاجتماعي. وعادةً ما تتضمن الأعراض الشائعة تجنب التحدث والصعوبة في التفاعل مع الآخرين.

ويقول الباحثون بجامعة ييل الأمريكية، إن قلة الاتصال بالعين يمكن أن تكون أيضًا علامة على الإصابة بالتوحد، ويمكن أن تساعد عندما يتعلق الأمر بالتشخيص والعلاج المستقبلي للحالة.

نشاط الدماغ أثناء التفاعلات الاجتماعية

ونظر الفريق في نشاط الدماغ أثناء التفاعلات الاجتماعية بين أزواج من البالغين. وعادةً ما يكون أحد المشاركين مصابًا بالتوحد، وكان كلاهما مزودًا بأغطية مستشعرات تنقل الضوء إلى الدماغ. وسجلت الأداة أيضًا تغييرات في الإشارات الضوئية بمعلومات حول نشاط الدماغ أثناء الاتصال المباشر بالعين.

وأوضح الباحثون في مجلة "بلوس وان"، أن الاتصال بالعين لدى المصابين بالتوحد قلل بشكل كبير من النشاط في منطقة دماغية تسمى القشرة الجدارية الظهرية، وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن الانتباه المكاني وحركات العين.

وقالوا إنه أثناء الاتصال المباشر، كان نشاط الدماغ متزامنًا بين أولئك الذين لا يعانون من التوحد، مما يعني أنهم كانوا قادرين على التواصل البصري مع الشخص الآخر. لكن المصابين عانوا من التواصل البصري - وهو أمر قال الباحثون إنه يتفق مع الصعوبات التي يواجهها بعض المرضى الذين يعانون من هذه الحالة عندما يتعلق الأمر بالتفاعلات الاجتماعية.

وقالت الكاتبة جوي هيرش وإليزابيث ميرز: "إن أدمغتنا متعطشة للحصول على معلومات حول الأشخاص الآخرين، ونحن بحاجة إلى فهم كيفية عمل هذه الآليات الاجتماعية في سياق عالم حقيقي وتفاعلي في كل من الأفراد المتقدمين عادةً وكذلك الأفراد المصابين بالتوحد ( اضطراب طيف التوحد)".

وأضافتا: "لدينا الآن ليس فقط فهم أفضل للبيولوجيا العصبية للتوحد والاختلافات الاجتماعية، ولكن أيضًا للآليات العصبية الأساسية التي تقود الروابط الاجتماعية النموذجية".

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

تعبيرات الوجه للأشخاص المصابين بالتوحد

كما قام خبراء في مركز بكين-تسينغهوا لعلوم الحياة في بكين بالصين، أيضًا في السابق بنمذجة تعبيرات الوجه للأشخاص المصابين بالتوحد.

وقالوا في مجلة "آبنورمال سيكولوجي" في عام 2018، إنهم وجدوا دليلًا على "تجنب العين" لدى الأطفال الصغار المصابين بالتوحد.

بينما وجدت دراسة نُشرت في عام 2019 أيضًا أن عدم الاتصال بالعين كان علامة منبهة. ودرس الباحثون في جامعتي مانشستر وويسترن أستراليا، 103 أطفال تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر و 14 شهرًا.

وأظهروا جميعًا علامات مبكرة على التوحد- يمكن أن تشمل عدم الابتسام، أو الانزعاج الشديد من أذواق أو أصوات معينة، أو حركات متكررة، أو عدم التحدث مثل الأطفال الآخرين، أو الاتصال بالعين أو الاستجابة لأسمائهم.

وحددت الدراسات التي نشرت في دورية "جاما" لطب الأطفال، العلامات للآباء من أجل مساعدتهم على التفاعل مع أطفالهم.