اكتشف علماء أمريكيون أداة جديدة قد تساعد الأطباء في تشخيص مرض الزهايمر مبكرًا – عبر اختبار دم بسيط - بمجرد إصابة الشخص بضعف إدراكي خفيف وقبل حدوث تلف عصبي كبير.

قد يؤدي المرض التدريجي، الذي يبدأ بفقدان خفيف للذاكرة، إلى عدم القدرة على الاستمرار في المحادثات والاستجابة للعناصر الموجودة في بيئتهم.

لكن الخبراء كشفوا في دراسة نشرت نتائجها في مجلة (علم الأعصاب الكيميائي ACS) عن آلية جديدة تساعد على اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة قبل تطوره.

ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تناول المرضى للأدوية أو إجراء تغييرات في نمط الحياة في وقت مبكر.

اكتشاف الزهايمر في مرحلة مبكرة

والاكتشاف الأخير هو من الاختبارات التي حددت نوعين من البروتينات المارقة في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف. وهي مرحلة انتقالية بين الشيخوخة الطبيعية والخرف، مما يؤدي إلى هفوات بسيطة في الذاكرة تصبح أحيانًا أكثر خطورة.

وتظهر البروتينات في البلازما، السائل المصفر الذي يحمل خلايا الدم في جميع أنحاء الجسم، ممي يعني رصد هذه المؤشرات الحيوية من خلال اختبار دم بسيط بدلاً من التقنيات الغازية والمكلفة الأخرى.

وقال بن شو، الباحث الرئيسي في الدراسة في معهد أبحاث التصنيع الحيوي ومؤسسة التكنولوجيا بجامعة نورث كارولينا المركزية، لوكالة "يو بي آي": "أحد التطبيقات العملية التي يمكننا تصورها هو اختبار تشخيصي يعتمد على الدم لفحص العلامات المبكرة لمرض الزهايمر".

وكان التشخيص النهائي لمرض الزهايمر - الشكل الأكثر شيوعًا من الخرف، والذي يصيب ما يقرب من 6 ملايين أمريكي تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا أو أكثر ويزداد مع تقدم العمر - ممكنًا مرة واحدة فقط بعد وفاة الشخص.

وأدت الدراسات الحديثة للواسمات البيولوجية - أو " المؤشرات الحيوية" - المستخدمة للتنبؤ بأمراض معينة في الجسم وتشخيصها ومراقبتها، إلى تطوير فحص الدماغ واختبارات السائل الشوكي لمرض الزهايمر لدى الأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة.

لكن هذه الاختبارات تركز على المساعدة في تشخيص مرض الزهايمر الحاد والمتقدم، وتمييزه عن الاضطرابات التنكسية العصبية ذات الصلة.

قال شو، الأستاذ المساعد في قسم العلوم الصيدلانية بجامعة نورث كارولينا، إن فريق البحث من برايت وقسم طب الأعصاب بالمركز الطبي بجامعة ديوك اكتشفوا علامة بيولوجية جديدة في أدمغة المرضى المتوفين المصابين بمرض الزهايمر والتي قد تسمح بالكشف المبكر.

اقرأ أيضا:

للراغبين في إنقاص الوزن.. 5 أطعمة خالية من السعرات الحرارية

فحص الدم والسائل النخاعي الدماغي

وأصبح الآن بإمكانهم التوسع في عملهم ليشمل فحص الدم والسائل النخاعي الدماغي من المرضى الأحياء.

وأضاف شو: "نحن نطور أيضًا تقنيات كشف فائقة الحساسية لمثل هذا التطبيق. من الممكن أن نترجم اكتشافاتنا من (المختبر) إلى تطبيقات بجانب السرير في عدة سنوات".

ووصف الخبير الخارجي، الدكتور جلين آر فيني، البحث بأنه دراسة جيدة التصميم "تستند إلى عقود من البحث" و"تدفع بفهمنا إلى الأمام" لعلم الأمراض المبكر لمرض الزهايمر وكيف يختلف عن الأنواع الأخرى من الخرف.

وقال شو إن ما يقدر بنحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الخرف، و 60 في المائة إلى 70 في المائة من الحالات ناجمة عن مرض الزهايمر.

لذلك، شدد على أن هناك "حاجة ملحة غير ملباة" لإنشاء اختبارات "ذات حساسية وخصوصية عالية" للتشخيص المبكر لمرض الزهايمر.

وأضاف أن مرض الزهايمر "مرض يتطور ببطء، مما يمنحنا نافذة طويلة من الفرص لتطبيق التدخل الطبي إذا تمكنا من اكتشاف التغيرات (المرتبطة بمرض ألزهايمر) في وقت مبكر".

وأوضح أنه "في الوقت الحالي، لا توجد اختبارات راسخة وذات حد أدنى من التدخل الجراحي للتشخيص المبكر لمرض الزهايمر. وبعد التحقق من صحة اختبارنا في الدم، سيكون له مزايا التكلفة المنخفضة والحد الأدنى من التدخل الجراحي".

في الدراسة، فحص الباحثون من جامعة نورث كارولينا التغيرات الطفيفة في بروتين في الدماغ يسمى تاو يمكن أن يجعله أكثر عرضة للتكتل - وهي سمة مميزة لمرض الزهايمر الذي يسبب فقدان الخلايا العصبية وضعف الذاكرة.

وباستخدام أنسجة دماغية بعد الوفاة من مرضى الزهايمر وعناصر تحكم صحية، بحث الباحثون عن مؤشرات حيوية إضافية لبروتين "تاو" للمساعدة في تشخيص مرض الزهايمر، ربما في مراحله المبكرة.

ووحددت الأبحاث السابقة تشابك تاو أو "فسفرة" تاو، في موقعين محددين، يطلق عليهما (p-tau181) و(p-tau217)، يستخدمان لتشخيص مرض الزهايمر المتقدم.

واكتشف العلماء في الدراسة الجديدة، تشابك تاو في موقع ثالث (p-tau198)، والذي يمكن أن يميز مرض الزهايمر عن الأمراض التنكسية العصبية الأخرى التي تنطوي على تشابك تاو - ويمكنه أيضًا تمييز أنسجة المخ لدى المرضى الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف، وهي علامة مبكرة على مرض الزهايمر.

وقال شو، إن العلامات الثلاث المشار إليها "أظهرت نتائج واعدة للكشف المبكر عن المرض في دراساتنا".

وأضاف أن فريق الباحثين لديهم مؤشرات حيوية جديدة إضافية قيد التطوير، متابعًا: "نعتقد أن نهج الاكتشاف الذي نتبعه قد يعمل على إيجاد مؤشرات حيوية جديدة للبروتين في الأمراض العصبية التنكسية الأخرى المرتبطة بالشيخوخة، مثل مرض باركنسون ومرض لو جيريج".